في اطار الاحتفال بشهر التراث ضمن دورة جديدة لمهرجان فنون المدينة أعدت جمعية صيانة مدينة صيادة برنامجا امتد يومي و ماي اشتمل على المسابقات الفكرية والرسم والمداخلات وحفلات تقديم الكتب وقد شهدت قاعة البلدية حفل الافتتاح الرسمي بتدشين مجموعة من المعارض منها معرض الصور الشمسية الذي اهتم بصور من التراث ومسابقة في الصور الشمسية ومسابقة لتلاميذ نادي الرسم، كما شهدت البرمجة ندوة فكرية برئاسة الأستاذ منصور مهني الرئيس الشرفي للجمعية واستمع فيها الحاضرون لمحاضرة الدكتور عبد العزيز الدولاتلي حول جامع الزيتونة عبر العصور وقد جاء في المداخلة «كانت الزيتونة منارة أنارت القلوب والعقول لا بتونس فقط بل أمّها الجزائريون والمغاربة والليبيون، هي مؤسسة قديمة اقترن تاريخها بتاريخ بلادنا، وتاريخها لا يخلو من الأساطير والروايات مثل معظم المعالم التاريخية والتي تهدف الى احاطة بهالة من القداسة مثل القول ان العرب لما افتتحوا مدينة تونس حوالي للهجرة ثم للهجرة وجدوا للمدينة صومعة راهب وقربها مكان محاط بالشوك فأخبر الراهب انه ليلا يرى نورا ساطعا فعلمت انها ستكون ذات شأن. وعندها صلى العرب واتخذوا بها محراب مسجدهم. وفي رواية أخرى يقول الاستاذ عبد العزيز الدولاتلي كانت توجد بالمكان زيتونة وثالثة مؤرخة بأن أحد ملوك الاسبان كتب الى الخليفة الحفصي يطالب باسترجاع رفات السيدة زيتونة القديسة. والتدريس بالجامع بدأ من المائة الثانية للهجرة وقد تطور الجامع بتطور العمران من حولها خاصة وانها أصبحت العاصمة بالعهد الحفصي وهو ما يعني ان المؤسسين أسسوا للبعيد بعد القيروان والمهدية وما عادت الزيتونة تفي في حدود القرن السابع بأكثر من مائة ألف ساكن فوقع التفكير في اضافة خطبة بشروط، وأول جامع للخطبة يضاف هو جامع الموحدين بعد الزيتونة. حتى أصبح بتونس في أواخر القرن السابع سبعة جوامع خطبة وتعددت معها المدارس وأولها الشماعية في عهد أبي زكريا الحفصي تدريسا وايواء، كما نظم التعليم بالزيتونة السلاطين الحفصيون مثل التدريس والايواء والجرايات والمكتبات مثل المكتبة العبدلية.. أما مع الاحتلال الاسباني فقد شهدت الزيتونة فترة عصيبة من نهب وسرقة وحرق وتدهور المبنى من الى لكن أعاد العثمانيون للمنطقة اشعاعها. وواصل الاستاذ تتبعه لتاريخ الزيتونة الى عصرنا اليوم. كانت مداخلة الاستاذ عبد العزيز الدولاتلي المختص في هذا المعلم وصاحب دراسة «الزيتونة عبر العصور» قد أفاد الحاضرين بكثير من المعلومات اضافة الى عرض صورة ثابتة للجامع واعتمدها منطلقا لتحليل معمارية الزيتونة وأهم المعطيات الجمالية والفنية والمعمارية والتاريخية لجامع الزيتونة. واثر المداخلة فسح المجال للتدخلات حول هذا المعلم، وكان الحضور على موعد مع حفل تكريم ابن صيادة الاستاذ منصور مهني الجامعي الباحث والمبدع بمناسبة صدور آخر اصداراته الشعرية «الكتابة المضادة» عن تبر الزمان». ومعلوم ان الاستاذ منصور مهني صاحب مدونة تزيد عن أحد عشر مؤلفا منها العنكبوت وجزاء سنمار وندى وعواطف وكلمات في العشق والتحولات الكبرى في الأدب المغاربي والبحث في السرد : دراسة في مدونة كاتب ياسين ومجموعة مقالات في منشورات بالاشتراك اضافة الى مجلة جمعية الثقافة والفنون المتوسطية والكتاب الاول لجمعية «رؤى المتوسط» وقد قدم كل من الاستاذ عبد العزيز شبيل والاستاذ محمد البدوي مداخلات تقديمية للأعمال بحضور عدد من الجامعيين والمبدعين. أما يوم الاحد فقد تواصلت المعارض بالمناسبة مع زيارة ميدانية للمدينة العتيقة ومعلم سيدي عمار اضافة الى خرجة الفرقة الصوفية لتنشيط أحياء المدينة والاعلان عن نتائج المسابقتين وتكريم الفائزين.