شدت منطقة الابيار السبعة التابعة لعمادة بولعابة المتموقعة في سفح جبل الشعانبي الخلفي انتباه الاهالي ووسائل الاعلام والمتتبعين للأحداث الأخيرة حيث شهدت لاول مرة تبادلا لاطلاق النار بين وحدات من الجيش الوطني وجماعات مجهولة يوم السبت في حدود السادسة مساء اسفرت عن اصابة عون من الجيش على مستوى احدى ساقيه وكانت غير خطيرة ومقتل عنصر من الجماعات المسلحة المتحصنة بالجبل وجرح اثنين آخرين حسب مصدر عسكري مطلع غير ان الاعوان تعذر عليهم الوصول الى الجثة ليلا وظلوا يراقبونها بالمنظار الليلي الى ان انبلج الفجر يوم امس الاحد خوفا من امكانية رد الجماعات او انفجار الغام أخرى كما شهدت الطريق الجديدة التي تم جرفها بواسطة الجرافات العملاقة من طرف وحدات الجيش في محاولة منهم لفك الحصار على الجبل والوصول الى المغاور لتمشيطها انفجار لغم على سيارة عسكرية على متنها 9 من اعوان الجيش الوطني وادت الى انقسام السيارة الى شطرين واصابة عناصر الجيش بإصابات غير خطيرة على مستوى الوجه والرأس وهم الهادي العبيدي وفهد الخطيب ووليد زروق وحمزة الصديق وبسام البوزيدي وقيس زارعي وهيثم ضيفي ومصطفى الغندي وفؤاد خلفاوي وعماد النوالي وينتمون كلهم الى وحدات الكومندوس التابعة للجيش الوطني وتم تحويل خمسة منهم الى المستشفى الجهوي بالقصرين حيث تلقوا الاسعافات الاولية ثم غادروا . لا لتسييس القضية أثارت هذه العملية غضب عناصر الجيش الوطني الذين طالبوا بمزيد تجهيز الوحدات واعتبروا ان الارهاب حقيقة وليس مسرحية كما ذهب الى ذلك بعض السياسيين في البلاتوهات التلفزية الذين يريدون حسب رأيهم توجيه احداث الشعانبي الى أغراض سياسية كما عبر المواطنون الذين وجدناهم في المستشفى عن غضبهم تجاه عضوي التأسيسي وليد البناني عن حركة النهضة ومحمد علي نصري عن نداء تونس اللذين زارا المصابين واعتبروا ذلك نوعا من التجاذب السياسي بين الحزبين مطالبين بابعاد القصرين عن السياسة فالقصرين تريد التنمية والتشغيل لا الالغام والرصاص بل ان هناك من اعتبر الاحداث لعبة قطرية لاقصاء القصرين وتهميشها بتعلة الارهاب وطالب بتدخل الدولة في ظل تخوف الخواص من الاستثمار في الجهة. تغيير في التكتيك وتحكم عن بعد ما يجلب الانتباه في هذه العملية هو نوعيتها حيث تحول الامر من ألغام تقليدية تعتمد على علب البلاستيك التي تستعمل عادة ضد الاشخاص ولا تؤثر في الآليات الى الغام عصرية باتم معنى الكلمة موجهة ضد العربات حيث أثر هذا اللغم وهو السادس منذ اندلاع الاحداث في 29 أفريل الفارط على السيارة العسكرية وتسبب في انقسامها الى جزأين كما لاحظ العسكريون تطورا في عملية تفجير الالغام فمثلا اللغم قبل الاخير انفجر قبل وصول الجرافة اليه وهو ما يعني ان هناك عملية تحكم عن بعد وهو ما عسر نوعا ما مهمة عناصر الجيش نظرا الى كثافة الاشجار في الجبل وصعوبة تضاريسه هذا وقد سجلنا معنويات مرتفعة جدا أظهرها الجنود الذين اعتبروا ما حصل تقوية لعزائمهم خدمة للوطن.