يحتضن مقام سيدى عبيد الغريانى بالقيروان من 8 الى 23 ماى الجارى معرض الزخرفة المعمارية الاسلامية فى الجوامع والمساجد التونسية والمندرج في اطار الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية. ويتضمن المعرض مجموعة هامة من الصور الفوتوغرافية التى تبرز ما تزخر به البلاد التونسية من جوامع ومساجد تغطى كل المحطات التاريخية الكبرى التى مرت بها وتختزل كل الرصيد المعمارى الذى يميزها. وتبرز صور المساجد المعروضة الخصائص المعمارية والهندسية والزخرفية لعدة مساجد يعود بعضها للعهد الاغلبى كجامع عقبة بالقيروان وجامع الزيتونة بتونس والجامع الاعظم بسوسة ومنها ما يعود للعهد الفاطمى كجامع المهدية. وتؤرخ بعض المساجد للعهد الصنهاجى الزيرى كجامع صفاقس ومنها ما يرجع تاريخ بنائها للعهد الحفصى كجامع القصبة بتونس ومنها ما هو عثمانى كجوامع حمودة باشا وسيدى محرز وصاحب الطابع ويوسف داى. كما يتضمن المعرض صورا لعدد من المساجد التونسية التى بنيت فى العهد الحديث كجامع العابدين بقرطاج. ويتسنى للزائر اكتشاف فنون الزخرفة الاسلامية خاصة فى جامع عقبة بن نافع الذى أعاد تشييده كليا الامير الاغلبي زيادة الله متاثرا بالفنون الاموية التى نلمحها فى تخطيط المعلم والزخرفة المعتمدة على النقش على الجص والرخام واستعمال مربعات الخزف بالمحراب. وتبين الصور المعروضة تاثر المعمار الدينى بالظروف التاريخية السائدة ويتجلى ذلك في تحول بعض الكنائس المسيحية لمساجد مثلماهو الشان بالنسبة لجامع الكاف وجامع القصر بتونس الى جانب وجود فنون عمارة محلية فى بعض الجوامع على غرار جامع جربة الذى يتميز بطابع خاص تفسره خصوصية المنطقة ومساجد تطاوين المحفورة فى طبقات الطمى او فى المغارات الصخرية الجبلية.