مرت الآن السنة الثالثة لانقطاع تدفق مياه العين الرومانية بنصر الله والتي كانت تروي قرابة 30 ألف شجرة في بساتينها بين زيتون ونخل و رمان و تين و غيرها و للموسم الثالث على التوالي يبقى أهالي القرية بلا محاصيل في فترة تتفاقم فيها الخصاصة و ترتفع فيها الأسعار. لقد كانت العين مصدرا رئيسيا لاقتصاد القرية ولكن إقامة عدة أبار عميقة في دائرة مائدتها المائية دون مراعاة خصوصيتها التاريخية وجدواها الاقتصادية جعلتها تتوقف عن السيلان وزاد ارتفاع حرارة الطقس في تهديد بساتينها بالتلف والجفاف لتمتد بعد ذلك الأيدي لحرق أشجارها وأخيرا لقطعها وكأن الأمر مقصود لإزالة ما بقي من رئة تتنفس من خلالها القرية وهي مشهد حي لثروتها البيئية تسهم في تنقية هوائها وتجميلها بخضرتها.وأمام تعدد هذه الاعتداءات المتكررة والتي كان آخرها يوم السبت23 نوفمبر حين عمدت إدارة المنبت التابعة لإدارة الفلاحة الى قطع نخلتين بتعلة حاجة المنبت لأغصان الجريد وهو ما اعتبره الأهالي في غضب صامت تعد على تاريخ يفوق المائة سنة من عمر هاتين النخلتين وتشويها لجمالية المشهد الذي اعتادوا التأسي به في ظروفهم الصعبة وباستفسارنا عن جدوى ذلك لدى إدارة الغابات جاءت الإجابة غير مبررة في حجم الاعتداء كما استفسرنا من إدارة بلدية نصر الله التي عبرت عن نفس موقف الأهالي ووعدت بالنظر في الموضوع لدى السلط الجهوية حتى لا يتكرر مثل هذا الاعتداء على ملك عمومي يؤدي وظيفته الطبيعية دون أن يعرقل سير حياة احد أم أن مرحلة قطع الهواء النقي هي المرحلة القادمة بعد انقطاع ماء العين مرورا بقطع غابة الزياتين.