قد تكون لعنة البوعزيزي أو هو انهيار أمام هموم الواقع المرير، ما دفع المواطن الجزائري المقيم في تونس خالد عيّاد آيت غربي البالغ من العمر 53 سنة إلى محاولة الانتحار حرقا عشيّة يوم السبت 16 نوفمبر الجاري، ليصل بعد ساعة تقريبا إلى بمركز الإصابات البليغة والحروق ببن عروس، الكائن بالضاحية الجنوبية من العاصمة تونس، ويرقد ربّما على نفس السرير الذي رقد فوقه محمّد البوعزيزي، أو هي أمتار قليلة من ذلك. "خالد عيّاد آيت غربي يعاني بحسب جريدة "الشروق" الجزائرية من حروق درجة ثانية عميقة بيده اليسرى والأطراف السفلية خاصّة وحروقا بالوجه تكاد تكون اندملت بفعل المعالجة والمتابعة الصحيّة. خالد عيّاد آيت غربي، صرّح أنّ ما دفعه للانتحار حالة اليأس التي بلغها، سواء من الظلم والقهر الذي تسلط عليه زمن بن علي، حين تمّ تلفيق تهمة صنع القنابل ومسكها من قبل السلطات حينها، علما وأنّ نظام بن علي اتهمه عندما كان يعمل في دول الخليج وخصوصا في معرض جدّة الدولي بتهميش العارضين التونسيين، ممّا جعل انتقام نظام بن علي منه شديدًا، أو حالة النسيان الذي يلقاها اليوم من ماسكي السلطة في تونس، الذي يصرّ أنّ أغلبهم كان رفقاء سجن في سجني الناظور والرومي قبل تاريخ 14 جانفي، ويخصّ بالذكر كلّ من حمّادي الجبالي، الأمين العام الحالي لحركة النهضة، ورئيس الحكومة الأسبق، وعلي العريض القيادي في الحركة ورئيس الحكومة الحالي ووزير الداخلية الأسبق، اللذين قابلهما، بعد وصول النهضة، وتلقّى من كلّ منهما وعودًا صريحة بتسوية وضعيته وتمكينه من التعويضات الضرورية، كما قابل نور الدين البحيري الوزير المستشار السياسي عند علي العريض راهنًا، عندما كان البحيري وزيرًا للعدل ولقي من لدنه الوعود ذاتها.