من الوجوه الفنية التي تكاد تكون حاضرة دائما في اعمال السيناريست علي اللواتي الممثلة نعيمة الجاني... كانت حاضرة في «الخطّاب على الباب 1» و»الخطاب على الباب 2» و»منامة عروسية» وهاهي الآن في «حسابات وعقابات» الذي يجري تصويره حاليا لرمضان 2004، بامضاء المخرج حبيب المسلماني.. وتقوم نعيمة في هذا العمل الذي يضم 30 حلقة بدور «مريم».. عن هذا الدور وحضورها الذي يكاد يكون دائما في نصوص علي اللواتي ومسرحيتها الجديدة «الطالبات» واهتماماتها الفنية والحياتية كان ل «الشروق» حديث مع الممثلة نعيمة الجاني. * ماذا عن دورك في المسلسل الجديد «حسابات وعقابات»؟ هو دور فتاة ريفية تدعى «مريم»... ساذجة في سلوكها وممارساتها ولكن عميقة في تفكيرها... عاشقة الى حد النخاع تدافع عن حبها بقوة وشراسة. * هذا الدور الرابع تقريبا في نصوص علي اللواتي... لماذا هذا الحضور الدائم مع نفس المؤلف؟ لأن في نصوصه الشخصية التي توافقني غالبا... ولا اظن ان هناك كتاب سيناريو كثيرين في تونس.. * ألا تعتقدين ان علي اللواتي يكتب للممثل بمعنى ان ملامح الشخصية تكون حاضرة لديه في الواقع؟ ربما... وشخصيا اشعر بذلك عند قراءة شخصياته.. وهذا في نظري جيد ودليل على «واقعية» النصوص التي يكتبها.. * أعتقد انكم بصدد التصوير حاليا.. كيف توفقين بين التصوير والعمل في المسرح وقضاء شؤون المنزل؟ الحمد لله... ومثلما ترى العمل في الفن ليس سهلا كما يتوقعه البعض... فهناك جهد كبير يبذله الفنان... والمهم ان يكون العمل الفني في النهاية ناجحا.. * على العكس المسرحيات الخاصة التي قدمتها سابقا مثل «فزاني مرتاح» و»علمني» لم تأخذ مسرحية «الطالبات» حظها فهي لا تزال مغمورة الى اليوم! هي ليست مغمورة، والدليل اننا قدمناها في مناسبات عديدة هذا اضافة الى كونها مازالت حديثة الانجاز، وان شاء الله سنقوم بترويجها بشكل مكثف خلال هذه الصائفة... * ولماذا موضوع «الطالبات» بالذات، هل هو حنين الى الماضي وتحديدا الى الاجواء الطلابية؟ ربما ولكن الموضوع المطروح هو مشكل السكن عند الطالبات.. وهذا المشكل موجود وفي الطريق الى التأزم.. فمن اهم القضايا التي يعاني منها الطالب اليوم هو فقدان السكن وصعوبة ايجاده سواء في المبيتات الجامعية الحكومية والخاصة او في المساكن الخاصة المعدة للايجار. * هل عانيت انت شخصيا من مشكل السكن لما كنت في الجامعة؟ لا، لأن الظروف كانت مختلفة ولم يكن هناك اعداد مذهلة من الطلبة والطالبات... الزمن تغيّر. * يلام على نعيمة الجاني وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي عموما العمل في المسرح الشعبي! ولم اللوم؟ انا مقتنعة بالمسرح الشعبي منذ ان كنت طالبة بالمعهد... وهذا خيار مني.. وأظن ان المسرح يجب ان يكون متنوعا فيه الشعبي والتجريبي.. * بصراحة ألم تحلمي بالعمل مع المخرج فاضل الجعايبي مثلا؟ ولم الحلم؟ صدقني اذا قلت لك انه لم يخطر ببالي يوما... صحيح احلم بالعمل مع رؤوف بن عمر، وكمال التواتي ونور الدين الورغي وناجية الورغي. * ولكن اغلب الممثلين يتمنون العمل مع الجعايبي! لكل واحد أمانيه اما انا فقناعاتي ليست قناعات الجعايبي.. * وجليلة بكار! اعشقها واعتبرها سيدة المسرح التونسي... تعجبني كتابتها بالخصوص. * توفيق الجبالي! مسرحي جيد اذ ابتعد عن التجريب. * ومحمد ادريس! متمكن من التقنيات المسرحية. * على عكس التلفزة يكاد حضورك في السينما يكون منعدما... لماذا؟ لست غائبة تماما، وانما هناك ادوار صغيرة قمت بها في السينما سواء في «عرايس الطين» لنوري بوزيد او في «فريب» لمعز كمون... وقريبا في «الخشخاش» لسلمى بكار. * ولكن هذه الادوار صغيرة! صحيح، ولكن هذا ما عرض عليّ. * بعيدا عن التلفزة والمسرح والسينما من هي نعيمة الجاني؟ امرأة عادية، متزوجة ولها بنت اسمها اميمة.. * وماذا عن صفة «الفلاّحة»؟ انا فلاحة بنت فلاح! اعشق الفلاحة كثيرا.. * قلت ان لك بنتا اسمها «اميمة» ألم تفكري في مولود ثان؟ لا.. اميمة فقط لا أريد مولودا ثانيا ولا ثالثا... * ماذا تسمع نعيمة من موسيقى؟ ليوفيري.. جاك برال... اديث بياف... سلين ديون... ماريا كاري. وفي الشرقي: ام كلثوم... عبد الحليم... صلاح عبد الحي. وفي التونسي: علي الرياحي.. الهادي الجويني... امينة فاخت.. * آخر مسرحية شاهدتها؟ «احنا هكّا» لكمال التواتي... * وآخر فيلم! «سيد الخواتم».. * آخر شريط غنائي اقتنيته! «يوم ليك، يوم عليك» لذكرى محمد... * بصراحة لماذا اقتنيت هذا الشريط دون غيره؟ لأني احب ذكرى قبل رحيلها.. * وكيف تقبلت خبر وفاتها؟ مثل كل انسان يعرف فنانا ويحبه... * وكيف بدا لك الفن عند سماع خبر الوفاة، وخصوصا الجريمة؟ بصراحة كرهت الوسط الفني، فالفن جميل ولكن الوسط هو العكر.. * ألا تفكرين يوما في اعتزال الفن؟ لا ادري..! * ولكن اغلب الممثلين يعتزلون عندما يتقدّم بهم السن! ليس صحيحا... فهناك ممثلون كثيرون، لم يتوقف عطاؤهم الا مع الموت..