أحيانا تدعوك ظاهرة فنية أو يدعوك أمر مسرحي إلى الحيرة.. والحيرة هذه المرة تتعلق ببعض المسرحيين التونسيين الذين لا «يحلمون» إلا من خلال زوجاتهم.. وهذا الأمر لا ينحصر في أسماء قليلة.. بل إن العدد الكبير يدعو إلى التساؤل.. كما ان هذه الظاهرة لا تقتصر على جيل دون آخر.. لأن الأزواج المسرحيين الذين يكتبون لزوجاتهم يزدادون كل يوم.. وفي ما يلي عينات من هؤلاء. الفاضل الجعايبي وجليلة بكار عدد كبير من أعمال المسرح الجديد وكل مسرحيات «فاميليا» كتبها أو أخرجها الفاضل الجعايبي بحضور مستمر لجليلة بكار التي تقمصت معه أدوارا عديدة ومختلفة.. في «جنون» و»سهرة خاصة» و»عرب» و»كوميديا» و»فاميليا». ويعتبر الفاضل كبيرهم في مسألة «الأزواج في البيت والركح اعتبارا إلى السنوات الطويلة التي تنعدم فيها أحلامه خارج الممثلة القديرة جليلة بكار التي تعتبر العمود الفقري الغني بنجاحات الجعايبي سواء في المسرح أو التلفزة ونعني «عرب التلفزة» و»جنون» التي هي بصدد تحويلها إلى شريط تلفزي». نورالدين الورغي وناجية الورغي على مستوى طول التجربة لا يقل الزوج (Couple) نورالدين الورغي وناجية الورغي عن هذا «الاتهام»... فناجية الورغي أمضت أدوارا في كل أعمال مسرح الأرض التي كتبها وأخرجها نورالدين الورغي بما في ذلك «التيتانيك» و»عسل ودفلة» و»ريح الفرنان» و»بنت الكيوسك» وهذه الأعمال الثلاثة الأخيرة هي سلسلات وأشرطة تلفزية. وفي المسرح يمكن أن نذكر «حبّة رمان»، «حوافز السبول»، «تراجيديا الديوك» و»تراجيديا الهضاب» و»ريح ومديح». المنصف الصايم ورجاء بن عمار وبشيء من الاختلاف لا يستثنى من هذا الموضوع المنصف الصايم ورجاء بن عمار مؤسس «مسرح فو» وفي إطار هذه العلاقة نحصي أعمالا عديدة منها «طوطو فوط» (Tou Tou Foot) «تمثيل كلام»، «المنشار الحائر»، «ساكن في حي السيدة»، «وراء السكة»، «بستان جمالك». المنصف السويسي وخديجة السويسي ثم منية الورتاني أما المنصف السويسي فقد أمضى مع زوجته خديجة السويسي جلّ أعمال فرقة الكاف ثم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف إلى جانب أعمال المسرح الوطني زمن إدارته له.. ومع زوجته الثانية منية الورتاني أمضى «سيدي بنادم» و»اللي يتقال واللي ما يتقالش» وجميع أعمال المنصف السويسي في شركته المسرحية الخاصة. القائمة تطول ولو عددنا الأزواج المسرحية لأحصينا قائمة طويلة وعريضة.. وفي هذه القائمة سنسمي المرحوم الهادي داود وحليمة داود ومعا أمضيا كل أعمال «مسرح الشراع» وآخرها «عشويّة عسل».. كما يمكن أن نذكر نورالدين العاتي وسنية زرق العيون ثنائي «نجمة الشمال» التي تحولت الآن إلى مقهى، وحاتم مرعوب ووحيدة الدريدي في «رقص الطيور» وسامي النصري ونجمة الزغيدي في «الريح» وغازي الزغباني وصالحة النصراوي في «غياب» وكدنا ننسى سليم الصنهاجي وصباح بوزويتة في كل أعمال «أرتيس» حيث «ساعة حب» و»سفر»... ونعيمة الجاني ومنجي بن حفصية في أعمال شركة «البلاد» ومن أعمالهما نذكر «فزاني مرتاح»، «علمني» و»الطالبات» وهي قيد الاعاداد. هل هي ظاهرة صحية؟ وبقدر ما لهذا الأسلوب من جوانب إيجابية تقطع مع التعامل المحنط والصوري بين المخرج والممثل بحيث تصبح «الممثلة» كالطين الذي يشكل منه المخرج الشخصية التي يريد بقدر ما نتساءل عما إذا كان هذا الأمر يتم بمنطق «الأقربون أولى بالمعروف» أو «الماء والزيتونة والسدرة».. حيث يوفر بعض هؤلاء المخرجين فرص الشغل لزوجاتهم ويفكون عنهن حصار زملائهم من المخرجين في المسرح والسينما والتلفزة.