أتلانتا، الولاياتالمتحدةالأمريكية (سي أن أن عربية): قد لا يخطر على البال أن يقيم المطلوب الأول في المكسيك وزعيم تجارة المخدرات، جواكين غوزمان والملقب ب"آل تشابو" - وتعني القصير - في مجرد شقة صغيرة ببرج في منتجع بلدة مازاتلان الساحلية، إلا أنه ذات المكان الذي اعتقل فيه أخطر المطلوبين لدى السلطات المكسيكيةوالأمريكية بعد عملية مطاردة ماراثونية ومثيرة استمرت طيلة 13 عاما كانت محط أنظار وسائل الإعلام الدولية. وقال المدعي العام المكسيكي، جيسوس موريللو كرم، للصحفيين، إن السلطات بدأت في تضييق الطوق على "آل تشابو" منذ عدة أشهر قبل أن تداهم قوات المارينز المكسيكية مقره، حيث عثر على كم هائل من المعلومات والهواتف النقالة وبيانات ساعدت تاجر مخدرات الأسطورة على إخفاء أثره وتضليل السلطات. وبدأت عملية الإيقاع ب"آل تشابو" مطلع هذا الشهر بالعثور في مدينة "كولياكان" المكسيكية على سبعة منازل معززة بأبواب حديدية ومرتبطة ببعضها بنفق أرضي ينتهي إلى أنظمة الصرف الصحي بالمدينة وكان الكشف بمثابة نقطة فارقة في عملية مطاردته، بجانب اعتقال العديد من رموز شبكة "سينالوا" لتهريب المخدرات التي كان يديرها، من بينهم اثنان تتشبه السلطات بأنهما يوفران الحراسة والأمن لقيادات الشبكة البارزة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اعتقلت السلطات الأمريكية سيرافين زامبادا-اورتيز، وهو ابن إسماعيل "المايو" زمبادا، أقرب المقربين إلى "آل تشابو" ويعتقد أنه "وريثه" المحتمل في إدارة الشبكة، تلتها عدة اعتقالات ساهمت في كشف بيانات ساعدت السلطات على التعرف على الدائرة المقربة للزعيم، وفق مصادر أمريكية مسؤولة مطلعة على العملية. ونجحت السلطات المكسيكية في تحديد عدد من المنازل "الآمنة" محاطة ببوابات حديدية وكوات للهرب تقود إلى أنفاق تحت الأرض، وذلك أثناء استجواب أحد السعاة ويدعى ماريو هيداليغو آرغويللو، الذي أقر بمكانها سهوا. والأسبوع الماضي، داهمت قوة مارينز مكسيكية خاصة إحداها، وهو مقر السكن الرئيسي ل"القصير"، في بلدة كولياكان، وعندما نجحت في اجتياز الأبواب الحديدية كان "آل تشابو" قد اختفى آثره، بالتسلل عبر كوة تحت مغطس حمامه. ومن الجانب الأمريكي، شاركت "دائرة مكافحة المخدرات" و"الهجرة والجمارك" بالإضافة إلى "خدمة المارشال بجانب نظيرتها المكسيكية في عمليات تنصت وتتبع المكالمات الهاتفية للهواتف المحمولة على مدى أشهر إلا أن "آل تشابو" والمقربين منه، توقفوا عن استخدام بعضها لدى علمهم بعمليات المراقبة.