زيارة جلالة الملك المغربي محمد السادس لتونس حملت رسالة قوية ومعاني كبيرة وعلى عدة اصعدة: الاقتصادية والسياحية والاستثمارية وحملت رسالة قوية ايضا للشعب التونسي .واظن ان زيارة جلالته كانت دعوة صريحة للسياح للقدوم الى تونس وكانت دعوة الى التونسيين بترك هاجس الخوف والتنقل بحرية بين الجهات والى المناطق السياحية والنزل وتحريك العجلة الاقتصادية . لقد كانت هذه الزيارة مفيدة جدا لتونس وقد اعطت زخما اقتصاديا واجتماعيا وكانت مصحوبة بزيارة مئات رجال الاعمال المغاربة لتونس وانعقد على هامشها المنتدى الاقتصادي للمنظمة التونسية المغربية الذي ناقش فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين. وفي نفس السياق كانت زيارة جلالته فرصة لإمضاء 23اتفاقية تعاون بين الدولتين . جلالة الملك وجد سهولة كبيرة في التعامل والتنقل في تونس فقرر تمديد اقامته بيننا والاحتكاك بعامة الشعب التونسي في الشوارع والاسواق والاماكن السياحية فتنقل صحبة ابنه الامير الى قلب شارع بورقيبة وتجول في سيدي بوسعيد والمرسى من دون حراسة لصيقة وكأنه مواطن عادي وظهر في الصور والفيديوهات مع مواطنين تونسيين دون ادنى بروتوكول وقد بدا التونسيون مبهورين بتواضع شخص الملك . هذه البادرة من الملك المغربي تحتوي رسالة قوية ومطمئنة للشعب التونسي وللمستثمرين ولكل من يريد زيارة تونس في بداية هذا الموسم السياحي وتحمل ايضا وبوضوح موقف الملك الذي يكون سعيدا جدا حين يكون قريبا من عامة الناس . وقد ابهر هذا الموقف الملكي غير المسبوق في الدول العربية عامة الشعب التونسي الذي احس ان الملك قريب جدا منه .