لأن الكرة أصبحت في خدمة السياسة ولأن مهمتها أصبحت التقريب بين الشعوب أو على الأقل هذا ما ادعاه القادة الرياضيون نزعت العديد من الهياكل الدولية والقارية في الفترة الأخيرة إلى إتاحة الفرصة لبعض الدول لتتولى التنظيم المشترك وشاهدنا هذا في كل قارات العالم تقريبا (الأوروبية والآسياوية والإفريقية). إذ نظمت كوريا واليابان المونديال السابق ثنائيا وغانا ونيجيريا الكأس الإفريقية (نسخة سنة 2000) اشتركا في التنظيم وكذلك فعلت هولندا وبلجيكا عندما نظمتا النهائيات الأوروبية. وأكد رئيس الاتحاد الأوروبي يوهانسن وهو نائب رئيس الفيفا أن اللوائح الدولية لاتمنع التنظيم المشترك. ولكن عندما أصبح الأمر يتعلق بالعرب حضر المنع وغاب دور كرة القدم في التوحيد بين الشعوب ولم تستجب الفيفا لرغبة الشعبين الشقيقين. رئيس الاتحاد الدولي قال أن التنظيم الثنائي السابق بين كوريا واليابان كان فاشلا وأكد أنه غير مستعد لإعادة التجربة رغم أن تنظيم تونس وليبيا سيكون مختلفا بالتأكيد ذلك أن البلدين أكدا لرئيس الاتحاد الدولي أن التنظيم المشترك سيكون شكليا فقط إذ ستكون هناك لجنة واحدة ولا يهم من سيترأس اللجنة والفيفا ستتعامل مع لجنة واحدة على عكس التجربة الفارطة عندما كان هناك لجنتان واحدة في اليابان وأخرى في كوريا وكأن هناك كأسين عالميتين. ولكن رغم ذلك رفض بلاتر رغم أنه سمح في البداية بتقديم الملف المشترك وكأن رئيس الاتحاد الدولي غير مواقفه تحت ضغوطات أو تدخلات وتأكد بما لايدع مجالا للشك أن أي تقارب بين العرب ممنوع.. ممنوع. حتى في كرة القدم لأن هذه الوحدة الكروية قد تفتح الأبواب لوحدة أخرى اقتصادية أو سياسية. من جهة أخرى بدا واضحا أن العرب أهدروا فرصة أخرى وموعدا آخر مع التاريخ لأنه كان بالإمكان أن يوحدوا قدراتهم واختياراتهم وكان بإمكانهم أن يدعموا ملفا واحدا بقطع النظر عن التنظيم المشترك لأنهم ببساطة لن يتمكنوا من مواجهة جنوب إفريقيا فرادى ولو دعموا جميعا ملفا عربيا واحدا (المغرب مثلا باعتبارها السباقة منذ سنة 94) لما كان الحال مثل حالهم الآن.