استرجاع مركب شبابي بعد اقتحامه والتحوّز عليه    استعدادات لانجاح الموسم الصيفي    نبيل عمّار يُلقي كلمة رئيس الجمهورية في مؤتمر القمة لمنظمة التعاون الإسلامي    دعوة إلى إصدار القانون المنظّم للعلاقة بين الغرفتين    مشاركة تونسية في معرض الجزائر    برنامج تعاون مع "الفاو"    مع الشروق .. خدعة صفقة تحرير الرهائن    العدوان على غزّة في عيون الصحف العربية والدولية.. حماس في موقف قوة و كل اسرائيل رهينة لديها    الاعتداء على عضو مجلس محلي    اليوم الدخول مجاني الى المتاحف    لتحقيق الاكتفاء الذاتي: متابعة تجربة نموذجية لإكثار صنف معيّن من الحبوب    بنزرت الجنوبية.. وفاة إمرأة وإصابة 3 آخرين في حادث مرور    تدشين أول مخبر تحاليل للأغذية و المنتجات الفلاحية بالشمال الغربي    هند صبري مع ابنتها على ''تيك توك''    شيرين تنهار بالبكاء في حفل ضخم    تونس العاصمة : الإحتفاظ بعنصر إجرامي وحجز آلات إلكترونية محل سرقة    وفاة 14 شخصا جرّاء فيضانات في أندونيسيا    أخصائيون نفسيّون يُحذّرون من أفكار مدرّبي التنمية البشرية    بداية من الثلاثاء المقبل: تقلبات جوية وانخفاض في درجات الحرارة    غدا الأحد.. الدخول إلى كل المتاحف والمعالم الأثرية مجانا    4 ماي اليوم العالمي لرجال الإطفاء.    عاجل/ أحدهم ينتحل صفة أمني: الاحتفاظ ب4 من أخطر العناصر الاجرامية    روسيا تُدرج الرئيس الأوكراني على لائحة المطلوبين لديها    صفاقس :ندوة عنوانها "اسرائيل في قفص الاتهام امام القضاء الدولي    عروضه العالمية تلقي نجاحا كبيرا: فيلم "Back to Black في قاعات السينما التونسية    إنتخابات الجامعة التونسية لكرة القدم: لجنة الاستئناف تسقط قائمتي التلمساني وبن تقية    نابل: انتشار سوس النخيل.. عضو المجلس المحلي للتنمية يحذر    قاضي يُحيل كل أعضاء مجلس التربية على التحقيق وجامعة الثانوي تحتج    عاجل/ تلميذة تعتدي على أستاذها بشفرة حلاقة    كأس الكاف: تونسي ضمن طاقم تحكيم مواجهة نهضة بركان المغربي والزمالك المصري    منع مخابز بهذه الجهة من التزوّد بالفارينة    لهذا السبب.. كندا تشدد قيود استيراد الماشية الأميركية    القصرين: حجز بضاعة محلّ سرقة من داخل مؤسسة صناعية    هام/ التعليم الأساسي: موعد صرف مستحقات آخر دفعة من حاملي الإجازة    القبض على امرأة محكومة بالسجن 295 عاما!!    "سينما تدور".. اول قاعة متجوّلة في تونس والانطلاق بهذه الولاية    التوقعات الجوية لليوم    فتحي عبدالوهاب يصف ياسمين عبدالعزيز ب"طفلة".. وهي ترد: "أخويا والله"    قتلى ومفقودون في البرازيل جراء الأمطار الغزيرة    بطولة القسم الوطني "أ" للكرة الطائرة(السوبر بلاي اوف - الجولة3) : اعادة مباراة الترجي الرياضي والنجم الساحلي غدا السبت    الرابطة 1- تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    كأس تونس لكرة القدم- الدور ثمن النهائي- : قوافل قفصة - الملعب التونسي- تصريحات المدربين حمادي الدو و اسكندر القصري    رئيس اللجنة العلمية للتلقيح: لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بلقاح "أسترازينيكا"    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها (رئيس دائرة الإنتاج الحيواني)    المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    تصنيف يويفا.. ريال مدريد ثالثا وبرشلونة خارج ال 10 الأوائل    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    قرعة كأس تونس 2024.    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل 24 ساعة من اختيار البلد الافريقي الذي سينظم مونديال 2010:... وتحسبها رياضة!!
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

24 ساعة فقط تفصلنا عن اختبار البلد الافريقي الذي سينال شرف تنظيم كأس العالم لأول مرة في تاريخ القارة.. الحدث غير عادي وله أهمية خاصة وقصوى ولذلك دخلت الدول الافريقية المعنية بالتنظيم في سباق ضد الساعة. تنظيم تظاهرة كبرى في حجم كأس العالم للرياضة الشعبية الأولى في العالم أصبح هدفا تنمويا إذ كانت عائدات المونديال الأخير في كوريا واليابان 5 مليار دولار كاملة ولذلك أصبح الهدف من هذه التظاهرة تنمويا بالدرجة الأولى هذا ما أكدت عليه حتى الدول المتقدمة مثل الدول الأوروبية واليابان وغيرها من الدول فما بالك بالدول الفقيرة.
الدول الافريقية الراغبة في تنظيم مونديال 2010 عبرت عن رغبتها في التنظيم بل وتعلقها بهذه الفرصة النادرة لأنها لن تتكرر إلا سنة 2026 باعتبار ان التنظيم أصبح يخضع إلى نظام التداول بين كل القارات.
«الشروق» بحث في كل الملفات ونقاط قوتها وضعفها وخرجت بالتقرير التالي:
***جنوب افريقيا: رغم الأمراض وانخرام الأمن والفقر والبعد
تشير كل الدلائل ان مونديال 2010 سيكون في جنوب افريقيا وأن بلاتر عندما كان يؤكد أن هذا المونديال سيكون في افريقيا إنما كان يقصد أنه سيكون في «جنوب افريقيا» ولكن سقطت كلمة الجنوب بدبلوماسية بلاتر المعهود ذلك انه يعتقد في قرارة نفسه أن بلد جنوب القارة هو الوحيد القادر على تنظيم تظاهرة بهذا الحجم. رغم ان المقاييس الحقيقية تؤكد ان العرب هم الأفضل. ذلك ان النسخة السابقة من الكأس الافريقية والتي دارت في تونس وهي منطقيا المقياس الحقيقي كانت أفضل بكثير من النسخة التي نظمتها جنوب افريقيا والنسخة القادمة في مصر ستكون كذلك أفضل من نسخة جنوب افريقيا. ولكن بلاتر لمح بدبلوماسيته المذكورة أن جنوب افريقيا هي الأقرب ومن ورائه عديد الشخصيات الرياضية الأخرى. وهذه نقاط قوة وضعف ملف جنوب افريقيا.
*عالمة بالكواليس
من أهم نقاط القوة في ملف جنوب افريقيا هو أنها عالمة بالكواليس وتعرف من أين تؤكل الكتف كما يقال وكانت خسرت في المونديال القادم «2006» بفارق صوت عن ألمانيا وتقول أنها نجحت في منافسة الدول الأوروبية ولذلك لن تعجز عن منافسة الأفارقة. وجنوب افريقيا رغم أنها لم تشارك عديد المرات في سباق الحصول على شرف التنظيم أصبحت مطلعة على الطريق المؤدية للأصوات كما يردد ذلك أهل الذكر بل هناك من يقول أن أنصارها ينصحونها وتأكيدها في الفترة الأخيرة بأنها ضمنت 11 صوتا إلى جانب صوت بلاتر يدخل في إطار «التكتيك الجديد» والرامي إلى هز ثقة المنافسين وجعلهم يصابون باليأس.
*بنية تحتية جاهزة
هناك حقيقة أيضا لابد أن يعترف بها الافارقة العرب وهي أن جنوب افريقيا هي البلد الافريقي الوحيد القادر الآن دون انتظار سنة 2010 على تنظيم المونديال من حيث جاهزية الملاعب ذلك أن هذا البلد الافريقي له 9 ملاعب جاهزة ومتطورة ومطابقة لكراس شروط الفيفا رغم ان هذه الأخيرة لا تطلب إلا 8 ملاعب فقط بل ان هذا البلد أكد أنه سيجهز 4 ملاعب أخرى.
*بلد أوروبي في افريقيا
من جهة أخرى يرى الأوروبيون والعديد من الشخصيات الأوروبية الرياضية خاصة ان جنوب افريقيات بلد متطور وهو بلد أوروبي في افريقيا وله شبكة اتصالات متطورة جدا والمواصلات في هذا البلد متطورة كذلك وهي كلها عوامل ترجح كفة هذا البلد في الصراع من أجل ضمان التنظيم للمونديال بعد القادم. وتراهن جنوب افريقيا على الأصوات الأوروبية بالدرجة الأولى خاصة ان أوروبا تمثل ثقل اللجنة التنفيذية إذ لها وحدها 8 أصوات أي ما يعادل الأصوات الافريقية وجنوب أمريكا مجمعة. وقد سعت جنوب افريقيا إلى استدعاء العديد من الصحفيين الأوروبيين وخاصة الانقليزيين منهم وهم الذين بدأوا حملة واسعة لترويج الملف الجنوب افريقي.
*بلاتر وبيكنباور
منذ الاعلان عن منح شرف تنظيم 2006 إلى ألمانيا أكد الألماني فرانس بيكنباور أنه سيدعم جنوب افريقيا في مونديال 2010 ربما شعور بالذنب لأن الألمان افتكوا «مونديالهم» بطرق غير شرعية من جنوب افريقيا وأكد ذات مرة في مؤتمر صحفي «قلت منذ تم اختيار ألمانيا لتنظم مونديال 2006 أنني سأدعم جنوب افريقيا ورغم أني لست عضو في اللجنة التنفيذية للفيفا ولا يمكنني التصويت فإنني أشعر بالتفاؤل بالنسبة إلى ما سيحدث يوم 15 ماي».
*الشعور بالذنب
من أهم العوامل التي تحسب من نقاط قوة ملف جنوب افريقيا هو الشعور بالذنب ذلك أن هذا البلد كان قريبا جدا من مفاجأة ألمانيا وافتكاك حق التنظيم لكن ممثل نيوزيلاندا خدع الجنوب افريقيين وذلك بعد أن وعد اتحاد بلاده جنوب افريقيا بمنحه هذا الصوت ولكن في آخر لحظة انسحب ولم يدل بصوته وقيل في تلك الفترة أن بلاتر هو الذي فرض عليه ذلك حتى لا يقع في موقع محرج ولا يجد نفسه ممزقا بين ألمانيا الأوروبية مثله وجنوب افريقيا التي تعاطف معها كثيرا. وعموما بلاتر ليس هو الوحيد المتعاطف مع جنوب افريقيا إذ هناك العديد من الشخصيات العالمية التي زارت هذا البلد وأكدت دعمها لملفه مثل ملكة بريطانيا وبيكام ومحمد علي كلاي وماجيك وجونسن وغيرهم كثير.
*بلد الجريمة والقتل
لأن المونديال يعتبر أكبر تظاهرة عالمية كما ذكرنا سابقا فإن الفيفا عليها أن تفكر جيدا قبل اختيار جنوب افريقيا لأن الحالة الأمنية متدهورة جدا في هذا البلد الذي يمنع فيه الخروج ليلا أو تحديدا انطلاقا من الساعة السابعة. وإذا أخذنا بالاعتبار عامل الطقس الحار جدا في افريقيا صيفا (موعد المونديال) وضرورة اقامة المقابلات ليلا فإن المسألة تصبح خطرة جدا. وعلى جنوب افريقيا إذا فازت بحق التنظيم أن تستعد جيدا لهذه المسألة وأن تعزز الجانب الأمني وتوليه العناية التي يستحقها.
*كرة القدم ليست رياضة شعبية
على عكس الدول الافريقية الأخرى التي عبرت عن رغبتها في التنظيم (تونس المغرب مصر ليبيا) فإن رياضة كرة القدم ليست الرياضة الشعبية الأولى في جنوب افريقيا بل إن ملاعبها التي تفتخر بها وتؤكد انها جاهزة ليست ملاعب كرة قدم بل هي ملاعب رقبي وباسبول وغيرها من الرياضات الأخرى.
مصاعب كثيرة يراهن عليها العرب وقد يتجاهلها المصوتون
بالتوزاي مع نقاط قوة ملف جنوب افريقيا فإن هذا الملف لا يخلو من نقاط ضعف عديدة وكثيرة وقد يمثل حاجزا لا يمكن تجاوزه إذا ما سارت الأمور وفق المنطق وفق ما تدعيه الفيفا من نزاهة ومصداقية وحياد.
*المرض والفقر
جنوب افريقيا هو بلد المرضى دون منازع وهناك 5 ملايين مصاب بمرض الايدز أي ما يقارب 35 من الشعب وهو رقم مخيف ومفزع لا يمكن القفز عليه وتجاهله عندما تفكر الفيفا في منح هذا البلد تنظيم أكبر تظاهرة رياضية في العالم بل أكبر تظاهرة عالمية باعتبار كل المجالات الرياضية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها. والمواطن الجنوب افريقي مازال يعاني من المرض والفقر أو على أقل أغلب السكان هناك وكان على هذا البلد أن يضع ضمن أولوياته مجابهة الفقر قبل التفكير في مونديال كرة القدم.
***المغرب: فرنسا واسبانيا والأسبقية التاريخية وراءه وغياب التجهيزات أمامه
دائما حسب الملاحظين والمتوقعين فإن الملف المغربي هو الثاني من حيث وفرة الحظوظ ذلك ان هذا البلد الشقيق قد ضمن مبدئيا عديد الأصوات بل بعض الأصوات المؤثرة مثل الفرنسي ميشال بلاتيني ومن ورائه الرئيس الفرنسي شيراك وصوت اسبانيا بل رئيس وزرائها وهي كلها شخصيات مؤثرة من شأنها أن توفر عديد الأصوات الأخرى فرئيس الاتحاد الآسيوي مثلا بالامكان أن يجعل بعض الأصوات الآسيوية الأخرى تدعم المغرب رغم أنه أكد في آخر لحظة أنه يدعم الملف الليبي.
المغرب منطقيا أصبح يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف وأصبح يعلم أن تنظيم المونديال لا يؤول بالضرورة إلى الملف الأفضل وأن الأسبقية تبقى للكواليس والعلاقات وربما أشياء أخرى.
*فك العقدة
للمغرب شرف ما يمكن أن نطلق عليه «فك العقدة» ذلك ان المغرب هو أول الدول الافريقية الذي حاول مزاحمة الذين كانوا يحتكرون هذه المسابقة (أمريكا وأوروبا) وتعود جرأة المغرب إلى 17 عاما أي عندما كانت الدول تتسابق من أجل الحصول على شرف تنظيم مونديال 94 والذي فازت به الولايات الأمريكية رغم أنه ليست لها أية علاقة بكرة القدم لا من قريب ولا من بعيد والمغرب عبر عن رغبته في التنظيم للمرة الخامسة على التوالي ويعتقد المغاربة أن المشروعية التاريخية قادرة لوحدها على منحهم حق التنظيم ولكن هل تكفي هذه المشروعية التاريخية في عالم تقوده دولة لا تاريخ لها؟
*التاريخ والجغرافيا
إذا كان العامل التاريخي يرجح كفة المغرب باعتباره أول بلد افريقي يعبر عن رغبته في التنظيم فإن العامل الجغرافي هو الآخر لا يقل قيمة في ملف المغرب ذلك أن المغرب الأقصى الذي يرى بالعين المجردة من أوروبا ولا يفصله عن القارة الأمريكية إلا مياه المحيط بالامكان أن يستفيد من هذا العامل أيما استفادة وبالامكان أن يراهن على التاريخ والجغرافيا إذا كانت هناك نزاهة في التصويت والاختيارات والمغرب على عكس جنوب افريقيا قريب من أي دولة أوروبية التي لها ثقلها سواء في اللجنة التنفيذية للفيفا في عدد المنتخبات الحاضرة في المونديال بالمقارنة مع منتخبات القارات الأخرى.
*شخصيات مؤثرة
للمغرب أيضا ضمانات أخرى ذلك ان هناك عديد الشخصيات العالمية التي لها مكانتها في كرة القدم العالمية بل في السياسة العالمية أكدت أنها وراء الملف المغربي مثل الرئيس الفرنسي جاك شيراك وعضو اللجنة التنفيذية ميشال بلاتيني وممثل اسبانيا وغيرهم من الوجوه الرياضية المعروفة ويقال أيضا ان النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي وهو الأرجنتيني خوليو غروندونا وراء المغرب وإذا تأكد ذلك فإن الملف المغربي بامكانه الصمود أمام ملف جنوب افريقيا القوي.
ونذكر في باب الحديث عن الشخصيات العالمية التي تقف وراء المغرب أيضا الهداف الفرنسي جوست فونتان الذي نال شرف تسجيل 13 هدفا في مسابقة واحدة في كأس العالم وهو شخصية مؤثرة ويدعم الملف المغربي باعتباره من أصل مغربي (ولد في مراكش) أما رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام ورغم أنه أكد في عديد المناسبات أنه يدعم الملف المغربي فإنه قيل مؤخرا انه يدعم الملف الليبي ولا يعلم أحد لحد الآن أسباب تغيير المواقف؟
*مناخ معتدل... سياحة وأمن
لأن المونديال الذي نتحدث عنه سيدور في افريقيا وبالنظر إلى أن النهائيات تدور في فصل الصيف بالضرورة كان على الفيفا أن تضع في اعتبارها مسألة المناخ وارتفاع درجة الحرارة في هذا الفصل بالذات وبالمقارنة مع جنوب افريقيا فإن اعتدال طقس المغرب بامكانه أن يرجح كفة هذا البلد الشقيق لأن طقسه معتدل بالمقارنة مع جنوب القارة واعتدال الطقس عامل هام جدا في نجاح الدورة فنيا لأن النهائيات العالمية تأتي بعد موسم طويل وشاق بالنسبة إلى اللاعب حيث يقضي الموسم بين النشاط مع النوادي والمنتخبات ولكن السؤال المطروح مرة أخرى: هل تأخذ الفيفا هذه الأشياء بعين الاعتبار؟
*النجاح الجماهيري مضمون
بالنظر إلى أن الحضور الجماهيري عنصر هام في نجاح أي تظاهرة كروية فإن عامل النجاح الجماهيري مضمون في المغرب أيضا ويعود ذلك إلى قربها أولا من أوروبا وأمريكا كما ذكرنا سابقا وكذلك لأن رياضة كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى في المغرب و30 مليون نسمة في المغرب عدلوا ساعتهم على الونديال بل تم تنصيب ساعة عملاقة في قلب العاصمة المغربية تشير إلى العد التنازلي للمونديال.
*الفيفا لا تثق في المغرب
هذا هو العائق الأكبر الذي يلمح له الاتحاد الدولي لكرة القدم إذ أكدت بعض المصادر أن الاتحاد الدولي لا يثق في المغرب ذلك ان هذا البلد كانت له أسبقية تاريخية في التعبير عن الرغبة في التنظيم ولم يكن في مستوى وعوده وكان بامكانه أن يكون الأفضل على الاطلاق لو سعى إلى انشاء الملاعب منذ تلك الفترة ويؤكد الاتحاد الدولي أن العائق الوحيد في الملف المغربي هو عدم جاهزية الملاعب إذ يؤكد المغاربة دائما على جملة لم ترق للاتحاد الدولي وهي «في حالة الفوز بالتنظيم... سنقيم الملاعب ونشيد المنشآت».
وتؤكد بعض المصادر في الاتحاد الدولي أن عدم جاهزية الملاعب يعد العائق الأكبر في الملف المغربي ويذكر ان المغرب أكد أنه في صورة الحصول على التنظيم سيشيد عديد الملاعب وسيرمم عددا آخر وقد رصدت مبالغ مالية هامة بل ذهب المغرب أكثر من ذلك اذ عمد إلى التأمين على مبلغ كبير جدا في احدى البنوك الغربية ووضع هذا المبلغ كضمان للفيفا حتى يؤكد صدق نواياه هذه المرة وأنه سيفي بوعوده وإذا منح المغرب التنظيم سيقيم عديد الملاعب مثل:
ملعب الدار البيضاء (130 مليون دولار).
تجديد ملعب محمد الخامس (17 مليون دولار).
ملعب مولاي عبد اللّه في الرباط (83 ألف مشاهد).
ملعب جديد في طنجة (70 ألف مشاهد).
***تونس بسمعتها ونجاحها الافريقي ومركز مكافحة المنشطات
مثلما اكدنا في احد الاعداد السابقة انه لو تتوفر ما يمكن ان نسميه «الشرعية الكروية» فإن تونس هي الاجدر والأحق بتنظيم المونديال الافريقي ذلك ان هذا البلد الصغير جغرافيا اكد انه الأكبر والأفضل افريقيا في تنظيم التظاهرات الرياضية والأمثلة عديدة وكثيرة والنسخة الاخيرة من النهائيات الافريقية كانت الأفضل على الاطلاق في تاريخ نهائيات كأس افريقيا الى درجة ان الافارقة تمنّوا ان تكون النهائيات الافريقية دائما في تونس والنسخة الاخيرة من الألعاب المتوسطية والتي دارت في تونس كانت الأفضل الى درجة ان البعض وصفها بالألعاب المتوسطية / الأولمبية. وقد اكتسبت تونس سمعة دولية جعلتها قادرة على ان تنال شرف تنظيم المونديال الافريقي الاول.
*مركز مكافحة المنشطات
لان الرياضي في كل مكان في العالم اصبح مهددا اكثر من اي وقت مضى بآفة المنشطات ولا يكاد يمر اسبوع دون الكشف عن حالة من هذه الحالات بل ان الرياضي اصبح مهددا في حياته (لاعبون سابقون في ايطاليا سقطوا مؤخرا بالعشرات، الدراجون... مارادونا وغيرهم كثير) فإن تونس كان بإمكانها ان تستثمر اقامتها لمركز مكافحة المنشطات مؤخرا وهو الاول عربيا والثاني افريقيا.
وعلى الاتحاد الدولي ان يأخذ ذلك بعين الاعتبار. ويذكر ان مركز مكافحة المنشطات التونسي معترف به دوليا سواء من اللجنة الدولية الاولمبية او المركز العالمي لمكافحة المنشطات.
*لا خوف في تونس
دون مزايدة وانحياز يمكن التأكيد ان تونس لها افضلية مطلقة بالنسبة الى العامل الامني وتونس بلد التسامح والحب والضيافة لا يمكن ان نخشى على رياضيي العالم على ارضها وبالمقارنة مثلا مع جنوب افريقيا (البلد الذي يحذر ضيوفه من مغادرة النزل بعد السابعة ليلا) فإن الفرق واضح ذلك ان ضيوف تونس بامكانهم ان يزوروا اي مكان يريدونه وفي اي ساعة يختارونها والعامل الامني هام جدا في تنظيم اي تظاهرة دولية خاصة في حجم كأس العالم وفي حضور التهديدات التي تحتاج كل دول العالم من الدول العظمى الى الدول «المجهرية».
*المونديال الأسري
مونديال تونس لو تتوفر الفرصة بالامكان ان نطلق عليه «المونديال الاسري» ذلك ان عاشق كرة القدم الاوروبي او الامريكي او الاسيوي بإمكانه ان يتحول الى تونس مع اسرته وعندما يتحول هو الى الملعب لمتابعة المقابلات بامكان اسرته ان تتحول الى المتاحف والمعالم الاثرية والمناطق السياحية... وما اكثرها في تونس «ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» في كلمة تونس لو تتحصل على تنظيم المونديال لن تكون قبلة الرياضي فقط بل ستكون قبلة الجميع فمرحبا بالعالم في تونس.
**الملف التونسي في لقطات
* تونس متمسكة بالتنظيم المشترك ورئيس الاتحاد الدولي يرفض ذلك وهذه احدى نقاط ضعف الملف التونسي حسب الملاحظين رغم ان لوائح الفيفا لا تمنع التنظيم المشترك.
* من عيوب الملف التونسي حسب بعض المصادر من الاتحاد الدولي انه لم تتم برمجة لقاءات مع رجال الاعمال في تونس ولسنا ندري ما فائدة ذلك.
* ارتفاع مستوى كرة القدم في تونس في الفترة الاخيرة بعد فوز المنتخب بكأس افريقيا وتأهل المنتخب الاولمبي الى نهائيات اثينا وهذا عامل ايجابي هام.
* تنظيم تونس للعديد من التظاهرات الكبرى بنجاح مثل الألعاب المتوسطية في مناسبتين ونهائى كأس افريقيا (3 مناسبات) وكأس العالم لكرة اليد 2005 وهذا عامل ايجابي.
* عراقة رياضة كرة القدم في تونس وبعض الاندية يعود تأسيسها الى بداية القرن.
* لجنة التفقد التابعة للفيفا عبّرت عن دهشتها عندما زارت ملعب رادس وتساءلت عن امكانية وجود ملاعب اخرى في افريقيا مثل هذا الملعب وهو عامل ايجابي.
* رمز كأس العالم الذي حل بتونس في الفترة الاخيرة وهذا دليل على مكانة تونس في الخارطة الكروية العالمية.
وكل هذه العوامل كان بالامكان المراهنة عليها.
***مصر تراهن على الاهرامات الفرعونية و»البشرية»
بالنسبة الى الاشقاء المصريين يمكن القول انهم هم الوحيدون الذين راهنوا على الحملات الاعلامية وعلى تأييد الشارع المصري وكأن بلد الفراعنة مقبل على انتخابات داخلية. وقد راهنت مصر على عراقتها وتاريخها وحضارتها وأكدت انها الاجدر والاوفر حظا وراهنت مصر على معالمها التاريخية واكدت ان التحول الى مصر غاية في حد ذاتها. ذلك ان بلد الاهرامات والمتاحف والمعالم الاثرية يبقى دائما مصدر اغراء لأي انسان في اي مكان في العالم.
وتراهن مصر على اقامة الملاعب بجانب المعالم الاثرية وبامكان المولع بلعبة كرة القدم ان يتابع لعبته الشعبية الاولى على مشارف الاهرامات او بين احضان التاريخ كما يقولون.
المصريون راهنوا كذلك على «الاهرامات البشرية» وما اكثرها في مصر والحقيقة تقال مصر راهنت على شعبية عمر الشريف العالمية وحب كل سكان العالم له وعلى عالمية نجيب محفوظ وسفراء النوايا الحسنة من ممثلين وفنانين.
ويمكن القول ان هذه الاهرامات البشرية كانت قادرة على افادة الملف المصري في ذلك الزمن الجميل في زمن الرومنطيقية وفي زمن محمد عبد الوهاب وأم كلثوم والعندليب الاسمر لكن في زمن العولمة والنظام العالمي للجديد.. لا قيمة للانسان والحضارة والتاريخ ... انه زمن التحالفات... وزمن «انت لست معي اذن انت ضدي».
**الملف المصري في لقطات
* المصريون راهنوا فقط على الترويج الداخلي وذلك بإقامة الحفلات والامضاءات.
* بدأت فعلا في انشاء الملاعب ولم تنتظر قرار الفيفا وذلك استعدادا للنهائىات الافريقية 2006 والمونديال في نفس الوقت وهذا عامل ايجابي.
* مصر ضعيفة في الكواليس وكل الدلائل تفيد انها لم تنجح في جمع المؤيدين من الخارج ولذلك اكد بعض الصحفيين في مصر ان فرصة بلد الفراعنة ضعيفة وان وسائل الاعلام كانت تنشر بلاغات من وزارة الشباب ولم تتعرض لحظوظ مصر بمصداقية وموضوعية.
*فرصة العرب في الالتجاء الى الدورة الثانية
تشير كل الدلائل ان فرصة العرب في تنظيم مونديال افريقيا تبقى قائمة رغم التلميح بأسبقية جنوب افريقيا وتفيد التوقعات ايضا انه في صورة عدم حسم جنوب افريقيا للموقف منذ البداية والالتجاء الى الدورة الثانية في التصويت بعد تساوي بلدين (جنوب افريقيا والمغرب مثلا) فإن موازين القوى قد تتغير لفائدة البلد العربي الذي سيضمن المرور الى الدورة الثانية ذلك ان الدول العربية التي ستكون مشتتة ومتفرقة في البداية قد تتحد وراء ملف عربي واحد.
وكان رئيس الاتحاد الدولي بلاتر قد لمح منذ ايام الى امكانية التساوي بين ملفين وهو ما سيفرض عليه الادلاء بصوته رغم انفه وهو الذي يفضل دائما ان يبقى محايدا. وتقول بعض المصادر في الاتحاد الدولي انه قد يقع الضغط على بعض الاعضاء او على الاقل على احدهم حتى لا يصوت لاحدى الدول العربية القادرة على مزاحمة جنوب افريقيا وذلك حتى تضمن جنوب افريقيا الفوز منذ المرحلة الاولى وحتى لا يجبر رئىس الاتحاد الدولي على التصويت.
*ربع الساعة الاخير
رغم ان الدول الافريقية الخمس قدّمت ملفاتها منذ فترة وسعت جميعا الى جمع التأييد والاصوات وتعبت جميعا في ضمان اوفر حظوظ النجاح فإن العديد من المعطيات تشير ان ربع الساعة الاخير قبل التصويت اهم من عديد الأشهر ومن الرحلات المكوكية ومن اقامة الملاعب والأمن والنزل والطرقات ووسائل الاتصال الحديثة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.