تتفق الحكومة مع الأطباء والمهنيين على أن الهدف الأساسي من مشروع اصلاح نظام التأمين على المرض هو تخفيف أعباء وتكاليف العلاج على المواطن وتمكينه من أن يتداوى بسهولة ودون عناء وتعقيدات سواء في القطاع العمومي أو في القطاع الخاص. وفي المقابل، ومع التقدم أشواطا هامة في مسار التفاوض بشأن هذا المشروع يجمع أغلب المواطنين أن انتظاراتهم وتطلعاتهم أكبر من مجرد التقليص من المصاريف بل إن منهم من يرى أن النظام الجديد للتأمين على المرض الذي سيتم اقراره واعتماده يجب أن يكون شاملا ولا يقتصر فقط على المنخرطين في الصناديق الاجتماعية. ويقول السيد محمد فرحاني (تارزي) إن أقصى ما يصبو إليه المواطن التونسي مثله هو أن يتم اعتماد نظام موحّد للعلاج ينتفع به الغني والفقير على حدّ السواء وتزول فيه الفوارق وتنتفي امتيازات العلاج في المصحات الخاصة ويصبح بامكان المريض أن يتداوى حيثما يشاء بتكاليف معقولة يقدر على تسديدها. وأضاف اننا ننتظر مع كل هذا أن يفضي النظام الجديد الى تحسين الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية خاصة والى انهاء بعض الظواهر السلبية التي يواجهها المرضى والمتعاملون مع المؤسسات الصحية في تونس مثل الطوابير الطويلة وطول الانتظار أمام الأقسام الصحية وكثرة المواعيد المتباعدة ونقص الأدوية والتجهيزات الطبية ونقص الأطباء والممرضين وقسوة المعاملة التي تصل أحيانا الى احتجاز المرضى في المصحات بذريعة أنهم لم يدفعوا معاليم العلاج. وقال هذا المواطن إل كل هذه الظواهر السلبية يجب أن تزول تماما من مؤسساتنا الصحية حتى يمكن أن تتحقق أهداف اصلاح نظام التأمين على المرض والتي من أهمها ارضاء المواطن كما قال ان أحسن طريقة لخلاص مصاريف العلاج بالنسبة للمواطن تتمثل في تكفل الصناديق الاجتماعية بخصم معلوم الاشتراك في نظام التأمين من أجرة المواطن واعفائه من دفع أتعاب الأطباء والمصحات والدواء بصفة مباشرة. أما الشاب مختار فيقول إن ما ننتظره هو نظام تأمين يشبه الأنظمة المعمول بها في الخارج والتي يتمتع بمنافعها كافة الناس سواء كانوا منضوين تحت لواء الصناديق الاجتماعية أو غير منضوين بما في ذلك العاطلين عن العمل. ويرى الشاب صابر أن اصلاح نظام التأمين على المرض يجب أن يقترن باصلاح اداري شامل يمس ادارة الصناديق الاجتماعية وكافة الادارات المتعاملة معها حتى تسهل عملية استرجاع مصاريف العلاج. وخلاص الأطباء، ويضيف أنه في غياب هذا الاصلاح الشامل تتعقد الأمور على المواطنين ويصبح نظام التأمين سببا في تعطيل مصالحهم. ومن هذا المنطلق نفسه دعا السيد محمد الشاذلي البرماوي الى ضرورة أن تنظم الصناديق الاجتماعية نفسها وعملها وعلاقاتها مع المواطنين قبل ادخال أي نظام جديد للتأمين على المرض وتسائل ما فائدة اعتماد نظام موحد للتأمين والمصحات التابعة للصناديق الاجتماعية لا توفر الأدوية للمرضى وخصوصا الأدوية الباهضة. وانتقد السيد الشاذلي الدنقزلي في السياق نفسه الصناديق الاجتماعية التي قال إنها لا تعرف سوى خصم معاليم الاشتراكات والمطالبة بالاداءات أما اذا طالبها المواطن بأبسط حقوقه فهي تماطل وأحيانا لا تعترف له بتلك الحقوق وطالب هذا المواطن الصناديق بمراجعة أساليبها في العمل قبل التفكير في النظام الجديد للتأمين على المرض كما طالبها بمراجعة معاليم المنح العائلية وشروط اسنادها وخصوصا منح الأطفال وقال إن شروط اسناد هذه المنح مجحفة وغير واقعية.