أبرز السيد حاتم بن عثمان رئيس المنظمة الوطنية للتربية والأسرة ل»الشروق» أن مسألة السلوك اللاحضاري أضحت مشغلا جماعيا وأنها أصبحت مسألة ملحة وهي في رأيه غير مرتبطة فقط بالمؤسسات التربوية والشباب... وقال «غالبا ما ننسى أن السلوك اللاحضاري يوجه في صلب العائلات خاصة عندما يصبح كل شيء مسموحا به للأبناء بحجة رعايته وضرورة الاستجابة لطلباتهم وتهيئة الظروف السليمة لنشأتهم. وتساءل السيد بن عثمان عما إذا كانت «الحرية» والحقوق تعني تجاوز كل الخطوط الحمراء. وفي حديثه عن أسباب السلوك الحضاري قال المتحدث أن ذلك يستوجب الاستنجاد بعلم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع الذي يتطلب البحث في كوامن آليات تطور المجتمع ووضعها في اطار التطورات العالمية اليومية التي تخترق كل البيوت والتي تفرض رموزا وأمثلة جديدة لذلك نقول أن هناك من الأسباب ما هو وليد التاريخ والحاضر وما هو نتاج تأثير داخلي وخارجي مباشر... وأكد السيد بن عثمان أنه لا يمكن معالجة تلك الظاهرة بعكسها أو نقيضها حتى لا نحرم المجتمع من تطوره الطبيعي على أنه أوضح أهمية مكافحة بعض الظواهر الشاذة التي تتم معالجتها بالأساس في القضاء الأسري... ولاحظ السيد بن عثمان أن الأسرة التونسية قد تخلت عن الكثير من أدوارها التقليدية وتريد ضمنيا أو بوضوح احالتها أو رميها على المؤسسات التربوية وعلى المجتمع وقال : «صحيح أن المؤسسات التربوية تربي لكنها لا تقوم بالتربية بالمفهوم الصحيح المطلوب الذي هو من مشمولات الأسرة وأكد المتحدث أن دور الجمعيات والمنظمات هو بالاساس في التوعية والتحسيس والمساعدة على التربية بمعناها الشامل... وبرغم أن المتحدث قد اعتبر أن المجتمع التونسي هو مجتمع متفتح وحديث ويتيح الفرصة للأفراد للتعبير عن هذا السلوك وان كان غير حضاريا فإنه اعتبره أفضل من الصمت عنه لأنه قد يكون سببا في انفجارات اجتماعية ونفسية خطيرة. وأوضح السيد حاتم بن عثمان من خلال التدخل لنشر السلوك الحضاري تمت ملاحظة بعض حالات العنف في المؤسسات التربوية وسلوكات لا حضارية ولا أخلاقية مصدرها بالأساس تفكك العائلة لذلك أضحى للموقف العائلي دور في تحمل المسؤولية والعودة الى أصل هذه السلوكات داخل الأسرة والسعي الى تحسين الظروف الحياتية للأبناء بالتنسيق مع الجهاز التشريعي والبناء المجتمعي كاملا وقال رئيس منظمة التربية والأسرة أن الهدف المرسوم حاليا بالتنسيق مع وزارة التربية والأسرة أن الهدف المرسوم حاليا بالتنسيق مع وزارة التربية والتكوين هو فتح المجال للاتصال في المؤسسات التربوية بين التلاميذ والأولياء والمربين خاصة عبر اللقاء والتنشيط الثقافي والرياضي بما يتيح فرصا اضافية للوصول الى واقع الأسر وتغييره بالنظر إلى دورها الهام والأساسي.