فاطمة بن عبد الله الكراي و راضية الزيادي تونس الشروق: في لقاءصحفي عقده مساء أمس قال ويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط انه أجرى لقاءات ممتازة مع الرئىس زين العابدين بن علي ووزير الشؤون الخارجية السيد الحبيب بن يحيى وقال انه كانت له محادثات مع ممثلين عن المجتمع المدني. وقال انه ناقش الأحداث في العراق مشيرا إلى مساندة بلاده المطلقة للجهود التي يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد الإبراهيمي كما ناقش أيضا الاجتماع الأخير للجنة الرباعية وضرورة مواصلة الجهود لتحقيق التقدم في اتجاه إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية يعيشان جنبا إلى جنب وقال اننا مقتنعون ان خارطة الطريق هي الوسيلة الوحيدة العملية لتحقيق السلام في المنطقة. وأعرب بيرنز عن سخط إدارته إزاء المعاملة السيئة التي لقيها السجناء العراقيون وقال اننا عازمون على معاقبة الأشخاص الذين قاموا بتلك الممارسات ومحاكمتهم بشكل مفتوح وشفّاف حتى يتأكد العالم حسب قوله من عزمنا في معالجة هذا الأمر. وعبّر بيرنز عن تطلّع بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع تونس مشيرا إلى الاجتماع القريب للمجلس المكلّف بتنفيذ الاتفاقية الإطارية للتجارة والاستثمار. وقال ان مستوى التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته تونس يمكنها من تحقيق قاعدة لمواصلة التقدم في مجالات الديمقراطية وحرية الصحافة. وعبّر عن أمله في ان تتمكن مبادرة الشراكة الشرق الأوسطية في دعم الأصوات المنادية بالاصلاح مشددا على ان الاصلاح الناجح لا يأتي من الخارج وانه لابدّ ان ينبثق من داخل المجتمع نفسه. وفي رده على سؤال ل «الشروق» عن نقل السلطة في العراق، والمغزى من نقل الملف العراقي من وزارة الدفاع الى وزارة الخارجية قال ويليام بيريز ان نيتنا هي العمل مع الحكومة الانتقالية الجديدة من خلال المسيرة التي يعمل مبعوث الاممالمتحدة على انشائها وفي شراكة حقيقية مع العراقيين لمساعدتهم على تحقيق الامن وإدارة شؤون بلادهم داعيا الى استكمال القرار الذي يستعد مجلس الامن الدولي لإستصداره حول العراق. وقال ان بلاده تظل ملتزمة للقيام بكل ما في وسعها لدعم العراقيين في استعادة سيادتهم وفي بناء أجهزتهم الأمنية من جديد وقال إن هذا الوضع هو في صالح العراقيين والدول الصديقة للعراق وكذلك المجموعة الدولية. وقال انهم يتقدمون بشكل جيد في الاستعداد للانتقال من الحضور الأمريكي الحالي في العراق الى سفارة قائمة. وفي رده على سؤل حول الربط بين زيارته والقمة العربية التي ستعقد في تونس قال بيرنز أن بلاده لا تبحث في فرض اصلاحات على أي طرف، وانه لا علاقة لزيارته بهذا الموضوع. وقال أن الكل يعرف أن الاصلاحات لا تنجح إلا اذا كانت صادرة عن المجتمعات نفسها وقال ان الاصلاح سينجح في المنطقة لأنه يخدم مصالحها هي وليس المصالح الأمريكية. وفي رده على سؤال «للشروق» حول العقوبات التي فرضتها الادارة الأمريكية ضد سوريا وما اذا كان ينبغي انتظار مسيرة تصعيدية عقابية ضد هذا البلد قد تصل حد الحرب كما يتوقع كثيرون قال بيريز أنه لا يتوقع تصعيدا من هذا الشكل وقال اننا كحكومة امريكية قد اتخذنا قرار العقوبات حول مشاغل كانت موجودة منذ فترة وقد صادق الكونغرس على هذه العقوبات بشكل واسع كما وافق الرئيس الأمريكي عليها وقال ان هذه العقوبات تعكس انشغالنا ازاء التصرفات السورية إلا أنه أشار الى أن بلاده تظل مهتمة باقامة علاقات طبيعية مع سوريا ولكنها ستواصل التعبير بوضوح حسب قوله عن انشغالها ازاء هذه المواقف وعبر المسؤول الامريكي عن أمله في ان يتم استكشاف مجالات مصلحة مشتركة أوسع مما هو موجود الان. وفي رده على سؤال حول الممارسات التي تمت ضد الاسرى العراقيين، وما اذا كانت هناك ضمانات بعدم حدوث ذلك مستقبلا، قال ويليام بيرنز انه لا يمكن ان يقدم اي ضمانات في هذا المجال، الا انه عبر مجددا عن عمق اسفه لما حدث مجددا التأكيد على صرامة الاجراءات التي ستتخذ ضد منفذي هذه الممارسات حسب قوله. وفي ردّه على سؤال حول ما اذا كان ناقش مع الرئيس بن علي، مسألة ارسال قوات عربية الى العراق، نفى بيرنز الامر، وقال اننا تحدثنا في التحديات التي تواجهنا في العراق. وقال بيرنز ان المسألتين العراقية والفلسطينية تحوزان على اهتمام بالغ في العواصم المغاربية الثلاث التي زارها، مجددا التأكيد على تصميم بلاده على العمل من أجل مستقبل أكثر تفاؤلا...