مدريد لندنواشنطن باريس (وكالات) توقعت واشنطنولندن أمس تصاعد عمليات المقاومة في العراق خلال الفترة القادمة التي تسبق موعد نقل السلطة الى العراقيين المزمع في موفى جوان القادم.. وقبل أسابيع من هذا الموعد اعتبرت باريس أن العراق بات بمثابة «ثقب أسود» قد يبتلع الشرق الأوسط والعالم بأسره فيما قلّلت موسكو من أهمية نقل السلطة مؤكدة أنه سيكون مجرّد «تبديل عنوان» ولن يوقف الوضع المضطرب في هذا البلد. وتواجه قوات الاحتلال حاليا هجمات متزايدة من قبل المقاومة العراقية وذلك قبل أسابيع من موعد تسليم السلطة الى حكومة عراقية مؤقتة.. لكن التوقعات الواردة من واشنطنولندن بالخصوص تشير الى أن الأمور قد تكون أكثر سوءا خلال الأيام القليلة القادمة. «جحيم»... في الانتظار وقالت مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس أمس أنه بات من المرجح أن يتصاعد العنف في العراق في الأسابيع التي تسبق نقل «السيادة» الى العراقيين. وصرّحت رايس في حديثها لصحيفة «البايس» الاسبانية «كلما اقتربنا من هذا الموعد كلما زادت محاولات «تعطيل» عملية تسليم السلطة». وجاءت تصريحات رايس هذه غداة مصرع رئيس مجلس الحكم ا لانتقالي عز الدين سليم في هجوم بسيارة مفخخة أمس الأول. لكن رايس قالت ان هذا الهجوم لن يعطل عملية نقل السلطة بالرغم من أن المزيد من أعمال «العنف» ما تزال متوقعة. وأضافت «إن عناصر النظام العراقي السابق تريد أن تفعل شيئا.. الاحتلال بالنسبة إليهم هدف أسهل من بدء العملية السياسية العراقية ولذلك أحذّر من أن الأمور قد تسوء حقا في الأسابيع القادمة»، حسب قولها. ولم تستبعد لندن أمس بدورها هذا الاحتمال حيث اعترف وزير خارجيتها جاك سترو بأن الوضع في العراق قد بات أصعب مما كان متوقعا. وقال سترو في مقابلة بثتها هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» «إنّ المصاعب التي نواجهها الآن أصعب مما كنا نتوقع قبل تسعة أشهر». ورأى الوزير البريطاني أن الوضع تدهور بالخصوص منذ العملية التفجيرية التي استهدفت المقر العام للأمم المتحدة في بغداد في 19 أوت الماضي. غير أن سترو اعتبر أن هذا الوضع لن يكون له أثر كبير على عملية نقل السلطة على حدّ قوله مشيرا الى أنه سيتمّ نقل «سلطات فعلية» الى العراقيين في 30 جوان القادم. وقال «ابتداء من هذا التاريخ سيعود للحكومة العراقية أن تقرّر ما إذا كانت تريد أن تكون هناك قوات أجنبية منتشرة في العراق لمساعدتها على ضمان الأمن» على حدّ قوله. تحذير... وتشكيك وفيما توقعت واشنطنولندن أياما «قاسية» خلال الأيام القادمة اعتبرت باريس أن الحل الوحيد للخروج من «دوامة العنف» الحالية في العراق يتمثل في نقل فعلي للسلطة الى العراقيين. وقال وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه في تصريحات أدلى بها أمس الأول لاذاعة «أوروبا 1» هناك دوامة عنف في العراق باتت بمثابة «ثقب أسود» بإمكانه أن يبتلع الشرق الأدنى والأوسط والعالم بأسره». وأوضح بارنييه «لا يمكننا الخروج من دوامة العنف هذه إلا عن طريق عملية سياسية واجتياز المراحل واحدة بواحدة». وتابع «إن المرحلة الأولى تتمثل في تشكيل حكومة مؤقتة لكن لا بد أن تكون ذات سلطة حقيقية في الثلاثين من جوان القادم مع تغيير في وضع القوات المحتلة ويتوجب الحصول على تفويض أممي يرافق هذه العملية لمدة عدة أشهر والاعداد للانتخابات في جانفي القادم. وشدّد بارنييه على أن الثلاثين من جوان القادم سيكون «لحظة حاسمة» وقال «سنرى ما إذا كان هناك صدق في عملية نقل السيادة هذه».. لكن يبدو أن هذا «الصدق» الذي تتحدث عنه باريس سوف لن يتمّ في مسار تسليم السلطة، وفق ما تراه موسكو التي قالت ان هذه العملية ستكون مجرّد «تبديل عنوان». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة نشرت أمس ان عملية نقل السلطات الى حكومة عراقية مؤقتة في موفى جوان القادم ستكون مجرّد «تبديل عنوان» ولن تكون لها انعكاسات فعلية ولن تشكل حلا للوضع المضطرب في البلد في الظرف الراهن. واعتبر لافروف أنه سيتم في 30 جوان القادم تنصيب حكومة لا تتمتع بأية سلطة حقيقية وهو الأمر الذي بدا من تصريحات وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد الذي شدّد على أن 30 جوان القادم ليس «موعدا سحريا» للانحساب الأمريكي من العراق. وقال رامسفيلد في كلمة ألقاها في نادي مؤسسة «التراث» في واشنطن أمس الأول «إن موعد الثلاثين من جوان ليس «سحريا» ولن تعود قواتنا على الفور الى الولاياتالمتحدة في هذا التاريخ ولن تقوم بالتأكيد دولة عراقية قوية ابتداء من هذا الوقت. وأضاف «إن الرجال والنسوة الذين ستقع على عاتقهم مهمة قيادة ما وصفه ب»العراق الجديد» سيواجهون «طريقا شائكا»، على حدّ قوله معتبرا أنه من المرجح أن تعود الفوضى الى العراق بعد هذا الموعد. وتابع قوله «لكن من الممكن جدا أن يجد مجموعة من الرجال والنساء الجادين والأكفاء الطريقة لتسيير شؤون العراق.. ربما حسب طريقتنا وليس بالضرورة حسب طريقة البلدان الأخرى في «التحالف»، حسب قوله. ومضى يقول «قد يحصل ذلك بطريقة بطيئة جدا».