أعلن أمس الرئيس الامريكي جورج بوش بوضوح ان قوات الاحتلال باقية في العراق بعد استعادة العراقيين السيادة المزعومة في نهاية جوان المقبل. وقبل عودة هذه «السيادة» استبعدت واشنطن وحلفاؤها تماما احتمال ان تطلب الحكومة العراقية المؤقتة المقبلة سحب قوات الاحلال من العراق. ويدرك الامريكيون وحلفاؤهم تماما ان الحكومة المؤقتة في بغداد التي تقول ادارةبوش انها ستنقل اليها «السلطة» في 30 جوان المقبل، ستكون مجرد «لعبة» بايدي «التحالف» الذي يتولى احتلال العراق حيث انها لا تملك في الواقع مقومات السيادة التي تتحدث عنها واشنطن. الاحتلال باق... واوضح امس الرئيس الامريكي جورج بوش مجددا في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان استمرار بقاء قوات الاحتلال الامريكية وغيرها في ا لعراق بعد 30 جوان المقبل «محسوم» نهائيا وليس محل نقاش... وقال بوش في خطابه الذي جاء غداة اثارة احتمال «انسحاب» قوات الاحتلال من العراق اذا طلبت الحكومة العراقية المؤقتة ذلك، ان امريكا ستبقى على التزامها تجاه «استقلال الشعب العراقي وكرامته الوطنية» غير أنه استدرك موضحا ان «المهمة الحيوية» للقوات الامريكية ستمتد الى ما بعد الاول من جويلية اي بعد تنصيب الحكومة العراقية المؤقتة التي ستكون امتدادا للسلطة الحالية الموالية للاحتلال... وتابع الرئيس الامريكي ان القوات الامريكية ستظل في العراق الى حين يكون بوسع العراقيين ان يضمنوا أمنهم بانفسهم. وإذا كان بوش قد حسم نهائيا موضوع ا ستمرار قوات الاحتلال في العراق بعد 30 جوان المقبل (مع انه لم يكن هناك شك في بقائها)، فإن وزير خارجيته كولن باول تحدث امس عن استعداد بلاده للانسحاب من العراق لكنه وضع لهذا الانسحاب «شرطا مستحيلا» يتمثل في ان تطلب الحكومة العراقية المؤقتة المقبلة سحب القوات الاجنبية من العراق. وبدا باول واثقا من ان الحكومة المؤقتة العراقية ستطلب تمديد الوجود الامريكي واستمرار العمليات العسكرية لقوات الاحتلال ضد المقاومة العراقية. وفي مؤتمر صحفي عقد أول امس في واشنطن حيث تم اجتماع وزراء خارجية الدول الصناعية السبع وروسيا، كان وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا وايطاليا واليابان قد تحدثوا للمرة الاولى عن احتمال سحب قوات بلدانهم من العراق لكنهم استبعدوا كليا ان تطلب السلطة العراقية المؤقتة المقبلة سحب تلك القوات. وبمناسبة اجتماع واشنطن كان الرئيس الامريكي قد دعا اول امس الدول الاعضاء في مجموعة الثماني الى نسيان الخلافات في ما بينها حول الحرب على العراق و»تسهيل» عودة «السيادة» الى العراقيين (حسب المقاييس الامريكية). الاعمار فقط وأكّدت روسيا وفرنسا وكندا خلال الاجتماع الوزاري في واشنطن انها لن ترسل قوات الى العراق تحت اي ظرف. وقال وزير الخارجية الفرنسي «ميشال بارنييه» انه لن يكون هناك جنود فرنسيون في العراق لا غدا ولا لاحقا. وأكّد وزير الخارجية الروسي «سيرغاي لافروف» ونظيره الكندي بيل غراهام بدورهما أن موسكو واوتاوا لا تعتزمان مطلقا ارسال قوات الى العراق. واعلنت الدول الثلاث في المقابل استعدادها للمشاركة في اعادة اعمار العراق.