بغداد روما فرصوفيا (وكالات): يبدو أن حلفاء أمريكا قد بدؤوا يفكرون فعلا في «الهروب» من العراق بعد أن «قوضت» المقاومة حساباتهم حتى أن مسؤولين في «التحالف» الذي تقوده الولاياتالمتحدة بالعراق باتوا يتحدثون علنا عن «انسحاب مبكر» من هذا البلد. وقد جاء هذا «التلويح» بالانسحاب خصوصا على لسان مسؤولين بولونيين وايطاليين وأوكرانيين وذلك رغم محاولة حكومة علاوي «إغرائهم» بالبقاء. وفي الواقع فإن مؤشرات «انسحاب مبكر» لقوات الاحتلال من العراق قد ظهرت منذ إعلان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد مؤخرا عن اعتزام بلاده سحب جزء من جنودها من هذا البلد في وقت قريب. تلويح.. ب»الهروب» وقد أثار وزير الدفاع الايطالي أنطونيو مارتينو أمس مجددا موضوع انسحاب القوات الأمريكية وحلفائها من العراق مشيرا إلى ان ذلك سيشجع على ارساء ما وصفه ب»الديمقراطية» في البلاد. وردّا على أسئلة صحيفة «لاستامبا» الايطالية حول الموقف الذي عبر عنه نظيره الأمريكي مؤخرا قال مارتينو أن رامسفيلد بدأ يستبق ما طلبته الحكومة العراقية المؤقتة من الأمريكيين وحلفائهم ومن بينهم ايطاليا. وأضاف: ان رئيس الحكومة المؤقتة اياد علاوي الذي التقاه مؤخرا أوضح له كيف سيساعد انسحاب «قوات التحالف» السلطات العراقية. وتابع يقول «إن ذلك سيقوي الحكومة وعملية ارساء الديمقراطية في العراق» مشيرا إلى أنه من غير المطروح المساس بالمساعدات الانسانية والعسكرية وتدريب الشرطة والجيش العراقيين. ويعزّز هذا الاعلان في الواقع ما أكده وزير الخارجية الايطالي أمس الأول الذي تحدث هو الآخر عن احتمال سحب جنود بلاده.. لكنه لم يحدّد موعدا لذلك. ولم يختلف موقف بولونيا عن موقف «إيطاليا» حيث أكد الرئيس البولوني الكسندر كفاشنفسكي أمس تصميم بلاده على الانسحاب من العراق في جانفي القادم على أن تنتهي عملية الانسحاب بالكامل في نهاية ديسمبر من العام نفسه. لكن كفاشنفسكي قال إنه لم يتم حسم هذه المسألة بشكل نهائي. ومن جانبه قال رئيس الوزراء البولوني ماريك بيلكا أن وزير الدفاع في حكومته أبدى «تفاؤلا كبيرا» من خلال اعتقاده بأن الوضع سيتحسن في العراق حتى نهاية 2005 الأمر الذي سيتيح سحب القوات البولونية. وقال ماريك بيلكا في مقابلة صحفية أمس «إننا في العراق ونتابع مهمتنا ونستعد لتبديل جديد لوحدتنا.. ونأمل أن تستقر الأوضاع بشكل أسرع في العراق بعد الانتخابات.. وهو ما يتيح انجاز مهمتنا». وشدّد وزير الدفاع البولوني جيرزي شمادجينسكي من جانبه على أن حكومة بلاده ستحدد قريبا موعدا لسحب قواتها من العراق قبل نهاية العام القادم. حتى... أوكرانيا وفي هذا السياق أيضا أعلن الرئيس الأوكراني ليوفيد كوتشما الأسبوع الماضي تأييده لسحب 1600 جندي من قوات بلاده الموجودة بالعراق. وقال الرئيس الأوكراني «سنسحب قواتنا ليس اليوم ولا غدا ولكن في القريب العاجل». وقد أثار هذا الاعلان خصوصا «حيرة» الحكومة العراقية المؤقتة التي سارعت إلى ارسال طلب رسمي إلى الرئيس الأوكراني لابقاء قوات بلاده في العراق لفترة «غير محددة». وذكرت الرسالة الرسمية الموقعة من قبل نائب رئيس الوزراء العراقي المؤقت برهم صالح أن هناك حاجة إلى القوة الأوكرانية خلال الخطوات المقررة العام القادم نحو تأسيس حكومة عراقية مستقلة ومن بينها الانتخابات. وفي ضوء هذا التلويح بالانسحاب بدأ وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس زيارة إلى العراق يفترض أن يبحث خلالها مسألة بقاء قوات بلاده في العراق على وجه الخصوص. وقد أجرى سترو في هذا الصدد محادثات مع مسؤولين عراقيين في كركوك (شمال العراق) تطرقت أيضا إلى الدور الذي يمكن للندن أن تلعبه في المسار السياسي والانتخابي بهذا البلد.