طالبت فرنسا أمس بمشاركة المقاومة العراقية المسلحة ومجمل القوى السياسية العراقية ودول المنطقة في المؤتمر الدولي الذي تدعو واشنطن الى عقده لمناقشة الوضع في العراق مؤكدة ضرورة طرح مسألة انسحاب القوات الامريكية وجميع القوات الاجنبية الموجودة في العراق على جدول أعمال المؤتمر المرتقب. وكانت واشنطن قد أعلنت أنها تحضر لعقد مؤتمر دولي حول العراق يهدف الى منح المشروعية للعملية الانتخابية المرتقبة في جانفي المقبل لكنها لم تشر الى أي احتمال لاشراك المقاومة في مستقبل العراق السياسي. لا غنى عن المقاومة وقال وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه في مقابلة مع راديو فرنسا إن الوضع الحالي في العراق سيطرح حتما قضية الانسحاب موضحا ان باريس وموسكو اقترحتا منذ العام الماضي عقد مؤتمر دولي حول العراق وأن المكان المناسب وهو الاممالمتحدة. وطالب بارنييه بمشاركة كل المجموعات ودول المنطقة ومجمل القوى السياسية العراقية بما في ذلك تلك التي اختارت المقاومة المسلحة في المؤتمر المرتقب. واعتبر بارنييه ان الوضع في العراق يشهد فوضى وغياب الأمن بما في ذلك المنطقة الخضراء في بغداد حيث مقر الحكومة المؤقتة وسفارة الولاياتالمتحدة وأن هذه الفوضى قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها. ودعا الوزير الفرنسي الى الخروج من دوامة العنف والمباشرة بالمفاوضات وبالعملية السياسية. وعدد بارنييه مراحل العملية التي يجب انجاحها وهي انتخابات ديمقراطية لمنح الشعب مخرجا سياسيا ودستورا جديدا مع استفاء حوله إضافة الى طرح مسألة وجود القوات الدولية. وأعرب بارنييه عن تأييد بلاده الاقتراح الامريكي بإقامة مؤتمر دولي موسع حول العراق تحضره الدول المجاورة للعراق ومجموعة الثماني الصناعية والمنظمات الدولية والجهات العراقية المعنية. وأكد بارنييه ان بلاده ليست لديها أية تحفظات حول مكان عقد المؤتمر وموعده قائلا إن المهم الآن هو أن نوقف هذا العنف الحالي ونبدأ بالمفاوضات لايجاد حلول للوضع في العراق، وأشار بارنييه الى أنه يجب أن تطرح جميع المواضيع الخاصة بمستقبل العراق وخاصة مسألة انسحاب القوات الامريكية في المؤتمر المرتقب. وأضاف وزير الخارجية الفرنسي، يجب علينا أن نخرج من هذه الهوة السوداء ودوامة العنف الحالية ولا يكون ذلك الا عن طريق المفاوضات والعملية السياسية. وأكد بارنييه دعم بلاده الانتخابات العراقية التي من المحتمل ان تعقد في شهر جانفي المقبل داعيا الى المزيد من الدعم الدولي لاجراء الانتخابات في جميع المناطق العراقية لاضفاء الشرعية عليها. رؤية عمانية واعتبر وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله من جانبه ان أي مؤتمر حول العراق يجب ان يضم جميع العراقيين بمن فيهم المقاومة. وقال الوزير العماني في تصريحات لصحيفة «الحياة» العربية الصادرة أمس انه لا خيار للعراقيين سوى الاجتماع على طاولة واحدة يجب أن تضم جميع العراقيين بمختلف انتمائهم سواء كانوا موالين أو معارضين للحكومة الحالية وللامريكيين. وحسب الوزير العماني فان المشاركين يجب ان يجتمعوا في اطار مؤتمر وطني لمناقشة مسقبل العراق في جو من الشفافية والمسؤولية، مضيفا انه على ثقة من أنهم سيحرزون تقدما في جميع المجالات بما في ذلك علاقاتهم مع الامريكيين.