قام وزير الثقافة الدكتور عبد الباقي الهرماسي بزيارة خاصة الى مدينة قلعة الاندلس واطّلع عن كثب على الانجازات والنشاطات ا لثقافية التي تكثّفت في الاشهر الاخيرة والتي تركت احسن الانطباعات لدى المواطنين هناك وقد عبّر معالي الوزير عن ارتياحه لما تشهده هذه المدينة من اعمال ابداعية وتنشيطية هامة سواء في مستوى الشباب او الأطفال او الكبار على حد السواء، وقد حصدت فرقة الكورال أخيرا اهم الجوائز في مهرجان الخليدية. و»كورال الاندلس» قد تأسّس في جانفي 2001 ويشرف عليه حاتم بن حميدة وزبير الحنفي ويضمّ 25 طفلا وفرقة مصاحبة بستّة عناصر. وضمن شهر التراث اقترح مدير دار الثقافة ابن حزم السيد زهير بن تردايت انشطة طريفة وخاصة منها صبحية شعرية تحمل عنوان «الموقف» واستضاف فيها الشاعران الفحلان «بلقاسم عبد اللطيف المرزوقي» و»محمد الغزال الكثيري» ونشط هذه الصبحية الفنان كمال العلاوي. ومن الطريف ان هذه التظاهرة عادت بنا الى السوق «حتى لا ننسى عكاظ»، أي ان الحضور عفويّ من ناحية وملفت للانتباه لان هذه العادة قد فقدناها. أما عن محتوى هذه «العكاظية» فاسم الشاعرين وشهرتهما ينبئان بالمستوى الراقي لقصائدهما. فبلقاسم عبد اللطيف وهو اصيل قبيلة المرازيق ومتحصل على اكثر من 300 جائزة داخل تونس وخارجها وشارك في عديد المهرجانات سواء في العربية السعودية او ليبيا او الجزائر وترجمت له عديد القصائد في لغات اخرى خاصة وهو مختص في الاعشاب الطبية والتي اصبحت ذات استعمال مكثّف عالميا ويقول في هذا الصدد وفي ديوانه «من ديوان القوافي في الفيافي» طُبّة وما قريناش الطب... وموش عجب... انداووا بدوايات عربْ «طبّة وما قريناش دروس ... ولا لينا في الطبّ علوم إحْني نداوُو من غير فْلوس ... احني نبروا الجسم المهموم بضمايد عالكل جنوس ... عرعار جداري مرتوم انضمّد عالصّبع المدحوس ... انكمّد للجرح المعدوم» أما الشاعر محمد الغزال الكثيري فهو من مواليد المزّونة وهو متحصل على عديد الجوائز الاولى بالمهرجانات الوطنية وأهمّها الجائزة الاولى للابداع الثقافي في سنة 1993 والصنف الرابع من الوسام الثقافي 1995 وهو مؤسس جمعية مهرجان الاغنية الريفية والشعر الشعبي بالمزّونة سنة 1996 وهو من المهتمين بالتغريبة الهلالية. ومن قصائده في ديوان «شموع ودموع»: رسالة الى والديّ». «جْواب نكتْبه بقطرات دمع عيوني ... للوالدة ولْوالدي حنّوي جْواب نكتبه بدمعاتي ... وننقش حروفه لخوتي وخواتي هم اللي يواسو جرحتي وليعاتي ... بيهُم الناس الكل يحترموني هم اللي يواسو الليعة ... يتوجعو إذا القلب حس وجيعة بوجُودهم يزهى الشباب ربيعه ... ولا انخاف من ليّام لا خانوني يا والدي أمرك الكل انطيعه ... ادعو عليّ بالخيرْ ما تنسوني» والشاعران صديقان حميمان وبينهما مراسلات طريفة وأورد حوارا منها: محمد الغزال : الدهر ما أشناه قاسي ... وأنتم علينا قسيتُو لا أنا لا الأهل ناسي ... مهما بعدتو نسيتُو بلقاسم عبد اللطيف: سيّة حبيبك سيتين بسيّة ... لكن جوابك ليّ خلّى العلاوي تنطرح مسويّة ولي صالح وقد لاقت هذه التظاهرة استحسان المواطنين وفيهم من طلب بتكرارها ومن بين النشاطات الملفتة ليلة المولد النبوي الشريف «عشويّة فداوي» قدّمها الفنان كمال العلاوي الذي سردَ جزءا من سيرة رسول الله ص مرفوقة بسلامية محليّة كان الربط بين السرد والنوبات محكما للغاية... ثم قصّ قصّتين احداهما عن كرامات الوليّ الصالح عبد القادر الجيلاني، علما بأن شهر التراث يقام هذه السنة تحت شعار الطقوس الدينية في البلاد التونسية والقصّة الاخيرة من النوع الهزلي... هذا علاوة على الندوة التي اهتمت بموضوع «تونس موطن التسامح في فضاء المتوسط» والتي ساهم فيها كل من السادة كمال عمران والطاهر المنصوري ومنصف الجزار ومنصور قيسومة وعبد الرزاق الحمامي المخرج التلفزي المعروف وأدار جلساتها الدكتور بوبكر بالحاج وقد نالت هذه الندوة شرف حضور معالي وزير الثقافة الدكتور عبد الباقي هرماسي اختتامها.