اختتمت يوم الاحد 21 أكتوبر الجاري في عاصمة الجريد توزر الدورة السادسة لملتقى الشابي للشعراء الشبان الذي تنظمه المندوبية الجهوية للثقافة والشباب والترفيه بتوزر تحت رعاية السيد محمد الصغير معالي والي توزر. هذه الدورة التي تزامنت مع الذكرى التاسعة والستين لرحيل شاعر »إرادة الحياة« أبو القاسم الشابي كانت على قدر كبير من النجاح إذ حرصت الاطراف المساهمة في تنظيمها وخاصة المجلس الجهوي لولاية توزر والمندوبية الثقافية وبلدية توزر ولجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي على توفير كل أسباب النجاح وقد وصل عدد المشاركين في الدورة من الشعراء الهواة الى شاعرا أقدموا من مختلف أنحاء الجمهورية بعد أن أخضعت نصوصهم الى غربلة من لجنة خاصة من أساتذة وشعراء الجهة اختارت أربعين مشاركا من جملة مترشحا أسقطت منهم اللجنة لتحتفظ بأربعين مشاركا فقط. وجاء في التقرير النهائي للجنة التحكيم: »تسجل اللجنة ما وسم به هذه النصوص من تطور مقارنة بالدورات السابقة ولعل في ذلك تحقيقا لبعض أهداف الملتقى وتجسيدا لبعض مطامح الشابي«. وارتأت لجنة التحكيم إسناد الجوائز التالية: الجائزة الاولى لشاهين السافي من صفاقس عن قصيدته نشيد المقصلة. الجائزة الثانية لناجي عجبوني من نصر الله الاحواز عن قصيدته مآتم اللغة الخرساء. الجائزة الثالثة لمنجي سليماني من منزل بوزيان عن قصيدته »صمم المدائن«. كما ارتأت اللجنة منح جائزتين تشجيعيتين لكل من خدّوج الزبيدي من توزر وأريج السيد من توزر. وتركبت لجنة التحكيم من: الاستاذ مفيد بركان والاستاذ خيري سقة والشعراء: محمد الأمين الشريف ومحمد اللواء عمارة ومحمد بوحوش. البرنامج انطلقت هذه الدورة يوم الجمعة 19 أكتوبر بحضور السيد محمد الصغير معالي والي توزر الذي افتتح معرض »مبدعات يرسمن الشابي« بمشاركة عشر رسامات وكانت الجوائز من نصيب: آمال الحجار (الاولى) وليلى بن بشير (الثانية) وزهرة العبدلي (الثالثة). أما المداخلات النقدية فساهم فيها الاساتذة: مفيد بركان في قراءة لاحدى قصائد الشابي ومجموعة »حقل النجوم« للشاعر محمد علي الهاني والشاذلي الساكر: مواصفات فن الشعر والازهر النفطي: مغازلة اللغة واستثمار المصطلحات في النقد الادبي الموجّه لأدب الشباب ومحمد المي: تداخل الواقعي والاسطوري في كتاب »القصائد«. إضافة الى لقاء مع ثنائي الشعر التونسي عبد السلام لصيلع وسلوى الفندري إذ قدم هذا الثنائي حوارا شعريا وهو تجربة جديدة في الشعر التونسي قائمة على الكتابة المشتركة لنص واحد بصوتين مختلفين. وشارك في الملتقى عدد من الشعراء نذكر منهم خير الدين الشابي محمد اللواء عمارة لمين الشريف محمد علي الهاني محمد بوحوش سندس بكار جمال الصليعي... الى السبعينية هذا الملتقى كان ناجحا واحتفائيا إذ نظمت هيئة الملتقى سهرات فنية للضيوف في واحة توزر دعت لها فرق الفنون الشعبية والتخت الموسيقي بتوزر مما ترك انطباعا كبيرا بالارتياح بين الضيوف والمشاركين. وبعد هذا الملتقى من المفروض أن ينطلق الاعداد للذكرى السبعين لرحيل شاعر إرادة الحياة التي يفترض أن تكون في حجم هذا الشاعر العبقري الذي خلّدته الذاكرة الانسانية وليس التونسية فقط. ولا شك أن الشابي كان سعيدا بهذا الاحتفاء خاصة أن روحه ترفرف على أولئك الشبان القادمين من مختلف المدن والقرى والريف التونسية حاملين شيئا من روحه.