اول ذي بدء انا مواطن تونسي واتشرف بوطني وكل من حكم بلادي من التونسيين وأغار على وطني وراية بلادي وترابه الغالي والذي لا يستقر فيه لا طاغية ولا جبّار وكل من حكم هذا التراب العزيز من التونسيين الأمجاد الا وارتقى به الى الأعالي. اما بعد، فقد قرأت في جريدة «الشروق» بتاريخ 27 مارس 2004 وفي واجهة جريدة «الشروق» وبالصفحة الاولى وبالنص الذي ورد في الصفحة عدد 14 مالا يليق بالعائلة الحسينية التي يفوق عددها الآن خمسون الف فرد التي حكمت البلاد طيلة 252 سنة وعشرة ايام في حين حكم الزعيم الحبيب بورقيبة والذي ترأس الجمهورية طيلة 30 سنة و104 ايام. فقد مثل كاتب المقال بورقيبة بالأسد والعائلة الحسينية بالضباع. لقد تناسى هذا الكاتب ان الشعب التونسي العظيم لم يعد فيه الجاهل وغير المثقف لذلك كيف يتجرأ ويمثل بورقيبة بالأسد. ألا يعرف بأن الأسد عندما يجوع يخرج من عرينه واول فريسة ينقض عليها ويشبع بطنه ويتركها وبعده تأتي الضباع الضالة الجائعة وتنهي ما بقي من الجيفة التي تركها الأسد. فكيف لهذا الكاتب ان يستهزئ بأكثر من عشرة ملايين انسان تونسي ويصف هذا الوصف الى من قادوا هذه الامة مدة ثلاثة قرون. أما وصفه للعائلة الحسينية بكونها تبعية للاستعمار فإن الردّ عليه لا تسع له لا اسطر ولا كتب بل مجلدات. وللتذكير فقط على سبيل المثال وفي عهد احمد بن مصطفى باي وكانت ولايته على الحكم من 10 اكتوبر 1837 الى 30 ماي 1855 وقع اصدار اوامر بعتق المماليك بالمملكة التونسية ليصبح المملوك حرا لا يباع ولا يشترى وتظهر قيمة ذلك جليا اذا زدنا ان تاريخ الاوامر المشار اليها يتراوح بين 1841 و1846 مع العلم ان فرنسا نفسها لم تبطل الرق الا سنة 1848 وكذلك الولاياتالمتحدةالامريكية لم تفعل ذلك الا سنة 1865 بعد حرب اهلية ضروس. ولا ننسى كذلك محمد الصادق باي وكانت ولايته على الحكم من 22 سبتمبر 1859 الى 28 اكتوبر 1882 عندما كان أخوه الاصغر الامير محمد العادل مبذرا ولا يراعي احدا وكان مولعا بعلم الجبر وبعض المنجمين فاعتقله محمد الصادق باي وسجنه وذلك سنة 1867 الى ان توفي في نفس السنة. اما فيما يخص معاهدة باردو في 12 ماي 1881 فإنها وقعت تحت ضغوطات كبيرة جدا من روستان القنصل منها. اما التوقيع او الاتيان بأخيك الطيب وهو موجود بحناية باردو بزيه الرسمي للمبايعة والتوقيع معا كما طلب الصادق باي ارجاء دخول الجيش الفرنسي وفعلا لم يقع الدخول الا بعد بضعة اشهر وكذلك هناك من يقول ان روستان وضع الصادق باي بين امرين اما التوقيع على المعاهدة او العزل ويكون دخول الجيش الفرنسي كمستعمر واذا تحدثنا عن وطنية المنصف باي فسيسير القلم وحده بلا توقف ويشهد كل التونسيين الموجودين في ذلك الوقت الذي هو ليس بطويل بأيامه 330 يوما بل بعقود وقرون بأفعاله. كان للمنصف باي مواقف لا تعد ولا تقاس ان ولايته اتت في ظروف صعبة للغاية فقد بدأت مقاومة المستعمر وكانت ظروف الحرب العالمية الثانية في اوجها والاقتصاد العالمي تحت الصفر ومع هذا كان المنصف باي متماسكا مع شعبه اظهر وطنيته الى اخر يوم وهو 14 ماي 1943 عندما دعي الى التنازل عن العرش وعند رفضه خلع بقرار من الجنرال جيرو وحمل في طائرة في نفس اليوم الى الأغواط بالجزائر مكث هناك تحت التعذيب النفسي ان لم يكن التعذيب البدني 22 يوما الى ان تنازل عن العرش في 06071943 وكيف لا يتنازل عن العرش وهو رجل ناهز سنه 62 سنة وهو بالصحراء وتحت التعذيب. وما توسيم صانع التغيير المبارك سيادة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي في 20 مارس 2000 اعلى وسام في الجمهورية الى الوطني المرحوم المنصف باي في شخص حفيده الا دليل قاطع وكفى النبش في اعراض الناس ووطنيتهم. والسلام محمد الصادق ابن العربي الشريف حفيد اسماعيل باي ابن عم المنصف باي