تونس - وات اعتبر الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في مقال رأي مشترك نشرته صحيفة واشنطن بوست الامريكية أن لتونسوالولاياتالمتحدةالامريكية فرصة غير مسبوقة لإقامة شراكة ثابتة تقوم على مصالح وأيضا على قيم مشتركة. وجاء في نص المقال الذى نشر على هامش الزيارة الرسمية التي يؤديها رئيس الجمهورية الى واشنطن يومي 20 و21 ماي أن التونسيين اكتسبوا حريتهم وديمقراطيتهم بعد عقود من الدكتاتورية وعدة سنوات من مسار انتقالي غير أنهم مازالوا يواجهون أياما عصيبة. وذكر موقعا المقال أن مسيرة الديمقراطية في تونس لم تكن سهلة فقد اغتيل خلال الفترة الانتقالية قادة سياسيون شجعان ولا تزال تركة النظام القديم من سوء ادارة وفساد تخنق النمو الاقتصادي. وأودى الهجوم الارهابي على المتحف الوطني بباردو في شهر مارس الماضي بأرواح سياح أجانب وتونسي وقبلت تونس موجات من الفارين من القتال في ليبيا المجاورة. وعلى الرغم من هذه التحديات الاستثنائية ظل التونسيون متحدين وعازمين على حماية ديمقراطيتهم الفتية وفق نص المقال. وأكد الرئيسان أن الامر لن يكون سهلا ولكن سيظل للتونسيين وهم يؤسسون لإحداث ديمقراطية في العالم العربي صديق وشريك قوى في أقدم ديمقراطية في العالم الا وهي الولاياتالمتحدةالامريكية. وذكر المقال بأن الولاياتالمتحدة قدمت منذ قيام الثورة أكثر من 570 مليون دولار والتزمت بضمان قرضين كبيرين لمساعدة التونسيين على مواصلة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والامنية الضرورية. وأشار الرئيسان الى أن تونس شرعت في اصلاحات مهمة للحد من البيروقراطية وجذب المزيد من الاستثمارات وتشجيع النمو الخالق لفرص العمل وأن الولاياتالمتحدة ستستمر في تقديم العون الفني والاقتصادي المطلوب للمساعدة في انجاح هذه الاصلاحات. وعملت الولاياتالمتحدة خلال العام الماضي وحده وفق نص ذات المقال على مضاعفة مساعداتها لتونس كما تم عرض ما قيمته134 مليون دولار للسنة القادمة وهى ليست بمنة وانما استثمار ذكى في المستقبل المشترك. وقال الرئيسان إن البلدين سيركزان بشكل خاص على خفض معدلات البطالة المرتفعة في أوساط الشباب التونسي كما أن برامج ريادة الاعمال والتدريب الوظيفي تسعى الى مساعدة المزيد من الشباب التونسي على تطوير المهارات اللازمة لبعث مشاريعهم الخاصة وخلق فرص عمل في مجتمعاتهم. وتتركز الشراكات الجديدة وفق نص المقال بين الجامعات التونسيةوالامريكية على تشجيع الابتكار وتطوير الاعمال كما تساعد برامج التبادل التعليمي الطلاب التونسيين الواعدين على الدراسة لنيل شهادات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ولجميعها دور حاسم في نمو الاقتصاد التونسي. وذكر الرئيسان أن اجتماعهما في البيت الابيض اليوم الخميس وهو الاول بين رئيس أمريكي ورئيس تونسي منتخب بشكل ديمقراطي للاحتفاء بالتقدم الذي حققته تونس وفرصة لتعميق الشراكة بين البلدين بغية تمكين ديمقراطية تونس الجديدة من تحقيق المزيد من الازدهار والامن اللذين يستحقهما مواطنوها. وقالا إن اجتماعهما اليوم الخميس سيركز على ثلاث أولويات أولها القدرة على تقديم المزيد لمساعدة التونسيين على تدعيم مكاسبهم الديمقراطية والتزام الولاياتالمتحدة بمد التونسيين بالعون من أجل بناء مؤسسات ذات شفافية وفعالية وخاضعة للمساءلة وتخدم بحق شعبها. وأضافا معا نستطيع تمكين المجتمع المدني والصحافة الحرة اللذين يعززان الديمقراطية ويجب علينا ونحن نتصدى للتهديدات الامنية من قبيل الارهاب أن نتمسك بالقيم الكونية المبنية على التسامح وعدم الاقصاء وحرية التعبير التي يسعى الارهابيون الى هدمها. أما الاولوية الثانية فهي تتمثل في القدرة على التعاضد لضمان أن تعقب ثورة تونس السياسية ثورة اقتصادية تحد من الفقر وتمنح تحسينات ملموسة في الحياة اليومية للتونسيين. ويهدف البلدان الى تعميق التعاون الامني الذي يحمي المواطنين ويذكر الرئيسان في هذا الصدد أنه بالعمل المشترك ساعدت الولاياتالمتحدة القوات المسلحة التونسية على بناء قدراتها في الاضطلاع بمهام مكافحة الارهاب. وأشار المقال الى أن الولاياتالمتحدةالامريكية تعمل على مضاعفة مساعداتها الخاصة بالتمويل العسكري لتونس في العام المقبل لمعاضدة قواتها في استباق التهديدات المتغيرة. وأضاف الموقعان على المقال يمكننا ونحن نعزز شراكتنا في مجال مكافحة الارهاب أن نبذل المزيد للتصدي للتهديدات المشتركة على غرار ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية وكذلك عدم الاستقرار في ليبيا.