رغم حبه واحترامه للموسيقى العربية ورموزها أمثال عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وفريد الاطرش، ومحمد عبد الوهاب لا يتردد الشباب التونسي كلما سنحت له الفرصة للتعبير عن ميله الشديد للأجيال الجديدة من المغنين سواء في الفن العربي او الغناء الشرقي. ففي ظرف سنوات معدودة تحولت المظاهر الموسيقية الجديدة الى موضة حقيقية ويبرز ذلك خصوصا في انتشار ما يسمى بجيل «ستار أكاديمي» في مستوى الغناء الشرقي، ونجوم «الهيب هوب»، و»الراب»، و»التكنو» في المجال الغربي. بالآلاف وتؤكد أرقام المتابعين لسهرات نجوم «ستار أكاديمي» الشعبية الكبيرة التي أصبح يحظى بها مطربون من الدرجة الثالثة أمثال بشار الشطي ومحمد عطية وصوفيا وسنيتيا، وكذلك سهرات «الهيب هوب» والتكنو. وعندما تسأل أحد الشبان عن سر اهتمامه بهذه النوعية من الموسيقى يجيبك فورا : «هذه الموسيقى تعبر عما يختلج بداخلنا من أحاسيس وأفكار وثورة على العادات والتقاليد. فأصحاب هذه الأغاني وعلى رأسهم زعيمهم ايمنيم لا يكتفون بترديد كلمات الحب والهيام، بل يغوصون في المسائل الاجتماعية والسياسية ويطورون الخطاب الغنائي بحيث يتماشى مع رغبات وتطلعات الشباب. وهذا ما لا نجده للأسف في الغناء الشرقي». *لا للأغاني الطويلة لكن لماذا اختار آخرون نجوم «ستار أكاديمي» عوضا عن مشاهير الغناء الصاخب تجيب الآنسة منى الصافي تقول : «أنا أحب كل ما هو عربي لكنني لم أعد أتحمل الأغاني الطويلة التي ترهق الاذن، فنحن في عصر السرعة والاثارة والجاذبية وكل أغنية أو كليب لا يستجيب للشروط الثلاثة المذكورة مآله الفشل الذريع». واذا كانت منى ترفض الاغاني الطويلة بحثا عن الاغنية الخفيفة فإن الشبان الذين تحدثنا معهم سواء في سهرتي «ستار أكاديمي» او في سهرة «الهيب هوب» يميلون بالأساس الى الأغاني التي تعبر عن ذواتهم وشخصيتهم وأفكارهم، ولا يتعلق الامر بنوعية الموسيقى والكلمات فحسب، فقد حدث تغيير جذري في سلوك الشبان وطريقة تفكيرهم وطريقة لباسهم (شعر وملابس) الى درجة التماثل مع النجم او النجمة. ويفسر علماء الاجتماع هذه الظاهرة برغبة الشباب في استنساخ صورة البطل او النجم والوصول الى القمة مثله ولو في شكل وهم. *أسماء جديدة واضافة الى نجوم «ستار أكاديمي» وزعيم موسيقى «الهيب هوب» الفنان المشاكس» ايمنيم» ظهرت مؤخرا عدة أسماء في الساحة الغنائية الشبابية نذكر منها المجموعات الغنائية «العين الثالثة» و»دي جي سون» و»فانكي فاميلي» و»تي مان» والمغني «دون شوا». وتتميز هذه الفرق والاسماء بعدة مميزات جعلت منها قبلة لشبابنا في تونس. اول هذه الميزات الطرافة في الاداء فوق الركح، واللباس الغريب وغير المألوف، والكلمات الجريئة مع شيء من البذاءة أحيانا. وينفرد هؤلاء النجوم بممارسات وسلوكيات مخالفة للأعراق والعادات بل ومتهورة في الغالب لكن دون اسفاف او عنف.