في خدمات المكتبة الوطنية المكتبة الوطنية أو دار الكتب الوطنية التي يعود تأسيسها الى القرن التاسع عشر من أهم المعالم الثقافية التي تتمتع بسمعة عربية ومتوسطية كبيرة لما تحتويه خزائنها من نفائس المخطوطات والوثائق. لكن للاسف الشديد مازالت خدمات هذه الدار محدودة إن لم أقل سيئة بسبب العقلية الادارية التقليدية التي تحدّد نظام عملها وهي عقلية لا تسمح لغير الجامعيين بالتمتع بخدمات هذه المكتبة وكأن البحث والدراسة والتنقيب في السجلات القديمة حكر على الجامعيين أو الطلبة. ان دار الكتب الوطنية لابد أن تكون لها روح ثقافية حيّة وليست روحا جامعية أكاديمية صارمة وباردة وهذا لن يتحقق ما لم تتغيّر عديد المعطيات وأهمها السماح بالتمتع بخدماتها لكل من رغب في ذلك لأنه لا أحد إن لم يكن مهتمّا ومجنونا بالبحث سيكلّف نفسه عناء قطع مساحة شاسعة من الغبار و»الطبعة» للوصول الى دار الكتب التي ننتظر انتهاء أشغالها. وإذا كنت شخصيا لم أتعرّض لصعوبات عندما استعنت بوثائق دار الكتب فإنني كنت شاهدا على معاناة آخرين بسبب تعقيدات الاجراءات الادارية لا نرى لها موجوبا طالما أن كتب الدار وصحفها هي وثائق عمومية منشورة وليست سرية أو خاصة. فلماذا كل هذه التعقيدات في دار الكتب الوطنية؟