المكتبة الوطنية أو دار الكتب الوطنية من مفاخر الدولة التونسية وهي أحد معالم المعرفة ليس في تونس فقط بل في العالم العربي أيضا إذ ورثت هذه المؤسسة العريقة مجد جامع الزيتونة المعمور أول جامعة في العالم كما ورثت عددا آخر من المكتبات الذائعة الصيت ومنها مكتبة جامع عقبة ابن نافع بالقيروان. ورغم الثروة العلمية من الكتب والمخطوطات والدوريات فإن خدمات هذه المؤسسة مازالت حكرا على الجامعيين فقط ولا يحق لمن كان من غير الجامعيين أن يتمتع بأي خدمة من خدماتها. وشخصيا تمكنت من العمل فيها لأشهر عندما كلّفت بجمع مقالات الاستاذ الراحل صلاح الدين العامري عميد دار الأنوار بعلاقات خاصة. فماذا سيفعل من لم تكن لهم علاقات خاصة فيها من غير الجامعيين؟ إن وزارة الثقافة والشباب والترفيه مدعوة الى إعادة النظر في خدمات هذه المؤسسة وفتحها للباحثين حتى من غير الجامعيين لان رصيد هذه المكتبة ملك للمجموعة الوطنية ولا يعقل أن يكون حكرا على الجامعيين فقط. والغريب في خدمات هذه المؤسسة أيضا أنها لا توفر للمتعاملين معها بعض الخدمات مثل سحب نسخ من »الميكرو فيلم« فهي تكتفي فقط بتصوير مقالات الصحف القديمة (قبل سنة ) على »الميكرو فيلم« وتسلّمها للباحثين الذين عليهم البحث عن مكان آخر ينسخون فيه هذه المقالات على الورق للاستفادة منها. إن وزارة الثقافة والشباب والترفيه مطالبة بإعادة النظر بجدية في وضعية المكتبة الوطنية في مستوى الخدمات خاصة أنها ستنتقل قريبا الى مقرها الجديد بشكل كامل وهذا المقر هو مفاخر تونس العهد الجديد.