تدفق منذ أول أمس المئات من الشباب والأطفال والكهول على الصالون الدولي للإعلامية والمكتبية «سيب 2003» في دورته السابعة عشرة هذا التدفق الهام في أول أيام الصالون الممتد على أربعة أيام يفسر شغف التونسيين ورغبتهم في معرفة الجديد من التقنيات التكنولوجية في عالم الاعلامية والانترنات والوسائط المتعددة وكذلك معرفة آخر ما وصلت اليه أشهر المؤسسات العالمية في هذا المجال. «الشروق» انتقلت إلى هذا المعرض وقامت بالنقل التالي. تفيد أرقام المعرض أن عدد المشاركين في هذه الدورة يتجاوز 150 عارضا من تونس ومن دول أجنبية على غرار فرنسا وايطاليا وألمانيا سيعرضون منتوجاتهم أمام عدد من الزوار يفوق85 ألف زائر. وتقول السيدة منية الرقيق وكيلة فضاء المكتبية والإعلامية أن مشاركتهم في هذا الصالون تندرج أساسا في طار سعي شركتهم الى ابراز وترويج آخر المنتجات للشركات التي يمثلونها في تونس وهي من أشهر الماركات العالمية كما أن مشاركتهم في هذا الصالون هي بالاساس مشاركة للاحتكاك بالشركات الأخرى ومعرفة آخر ما وصلت اليه في مجال الاعلامية والوسائط المتعددة. وتضيف السيدة منية الرقيق أنها اختارت هذا المجال لتعمل فيه لأنها ترى فيه من المميزات ما لا يتوفر في أي مجال آخر فهذا المجال سريع التجدد والدولة تشجع على بعث مشاريع في هذا المجال والقطاع الواعد والمستقبلي وعن الحضور في اليوم الأول للصالون تقول السيدة منية الرقيق أن الحضور يبدو محترما وخاصة من فئة الشباب الذين برهنوا على حد قولها على سعة اطلاعهم في مجال الاعلامية من خلال طرحهم لأسئلة دقيقة في مجال الاعلامية والانترنات مؤكدين أنهم على اطلاع كبير في هذا المجال وهو ما دفع بشركتهم الى عرض منتوجات متطورة تستجيب ولحاجيات الحرفاء على غرار الحواسيب والطابعات الرقمية. ويلاحظ المتجول بين أروقة هذا الصالون أنواعا مختلفة من الحواسيب والطابعات واكسسورات الحواسيب أيضا وكل ما يتعلق بهذا المجال وكانت لمعظم الزائرين فرص للإبحار عبر الانترنات على هذه الحواسيب الموجودة في أغلب الأروقة. دون أسلاك ولعل أهم ما شد انتباه الزائرين خلال هذا الصالون هي تلك التكنولوجيا المعروضة في أحد الفضاءات والمتمثلة أساسا في اعلامية وانترنات دون أسلاك ربط. يقول في هذا المجال المهندس وليد الجيلاني أن هذه التكنولوجيا الحديثة برهنت على مدى كفاءة وقدرة التونسيين في متابعة آخر التطورات التكنولوجية وهو ما يجعل من السوق التونسية سوقا واعدة وقابلة لأي منتوج جديد في قطاع الاعلامية. وأضاف هذا المهندس أن ما يشجع على بعث المشاريع والاستثمار في هذا القطاع هو الرغبة من الدولة في تجشيع معظم الباعثين في هذا المجال وكذلك توفر الخبرات والكفاءات المتخرجة أساسا من المدارس والمعاهد والكليات التونسية. وأعرب هذا المهندس أنه حان الوقت أكثر من أي وقت مضى لكي يرتبط كل التونسيين بالاعلامية والانترنات فكل المعطيات تشجع على ذلك. الحاسوب العائلي وكما أسلفنا الذكر فإن هذا الصالون مثل فرصة للعائلات الراغبة في اشتراء حواسيب ورغم ارتفاع أسعار البعض منها فإن الاقبال من العائلات كان هاما. وتقول في هذا السياق الآنسة كوثر التريكي المسؤولة التجارية عن أحد أهم الماركات المنتصبة في تونس أن فكرة الحاسوب العائلي جيدة للغاية لأنها تمكن العائلات المحدودة الدخل من اشتراء حواسيب على حسب قدرتها الشرائية لتواكب بالتالي التطورات التكنولوجية إلا أنها توضح من جهة أخرى أنه وقع اتهام الحاسوب العائلي بنقص بالمقارنة مع الحواسيب الأخرى وخاصة في الاكسسوارات والخدمات التكنولوجية إلا أنه ما يفسر هذا الاتهام أنه لا بد من الفصل بين الحواسيب الموجهة للشركات والتي تكون عادة من أرقى الحواسيب وبين الأخرى الموجهة للعائلات والتي تكون في غالب الأحيان عادية كما أن ما ساعد على اتهام الحواسيب العائلية بهذه النقائص هو دخول العديد من الشركات الدخيلة في مجال تصنيع الحواسيب وبيعها وهو ما جعلها لا تكون ذات جدوى عالية ودعت بالتالي الآنسة كوثر التريكي الادارة للتدخل للحد من هذه الظاهرة التي تضر بهذا القطاع الواعد وعبرت في الاخير عن مدى اعجابها بسماع الشباب التونسي يتحدث عن التطورات التكنولوجية في هذا المجال وهو ما يدل على أن آفاق هذا القطاع واعدة تجعل من السوق التونسية قبلة للشركات العالمية العملاقة والمختصة في هذا المجال للاستثمار في تونس. والأكيد أن الصالون الدولي للاعلامية والمكتبية يوفر مجالا تلتقي فيه مختلف المؤسسات التي تمثل أبرز العلامات التجارية العالمية في قطاع الاعلامية لتبادل الخبرات والتجارب فيما بينها ولإبرام عقود الشراكة والصفقات كما يمنح هذا الصالون للمهنيين وللجمهور العريض فرصة الاحتكاك بالعارضين للتعرف على آخر المستجدات في عالم البرمجيات والوسائط المتعددة وآخر التصميمات المتعلقة بالحواسيب.