اتصلنا من بلدية العاصمة بتعقيب على مقال نشرته «الشروق» تناول موقف المواطنين وآراء الناس في الترفيع في معلوم «الشنقال» الذي أقرته البلدية مؤخرا. وجاء في التعقيب ما يلي: طالعتنا جريدة «الشروق» الغراء في الصفحة 15 من عددها الصادر يوم 19 ماي 2004 بمقال مطوّل حول الترفيع في الخطايا الموظفة على الوقوف في الاماكن المحجرة واستغربنا كثيرا من قساوة حكم بعض المواطنين وهذه القساوة تنم عن عدم المام بمقتضيات وملابسات هذا الترفيع. ولعل مردّ ذلك هو تقصير اعلامي نرجو منكم مساعدتنا على تداركه بتوضيح مبررات هذا القرار الذي يرمي أساسا الى حمل بعض المتعنتين على الكف عن خرق القانون بضربهم عرض الحائط بالاشارات المرورية المتعلقة بالأماكن المحجر فيها وقوف السيارات، علما وأن منع الوقوف اقتضته ضرورة مساعدة المواطنين على التنقل وتأمين مزيد من السيولة في حركة المرور. هذا من الناحية الفنية. أما من الناحية الاخلاقية فقد كان اجدر بمن يشتكون من ارتفاع المعلوم ان يكتفوا باحترام القانون والتراتيب المعمول بها فلا يتعرضون للخطايا مهما كان مقدارها ولن نغرق جميعا في متاهات الجزئيات فالمعادلة هنا أبسط مما يتصوره البعض حيث لابد من منع الوقوف في بعض الأماكن لتيسير حركة المرور مما يقتضي بالطبع توظيف غرامات مالية. ولنبق في المجال الاخلاقي لنذكر بأن مبررات ذلك المنع لم تعد محل شك فهي ظاهرة للعيان وأنه ليس هناك ما قد يبرر التسامح تجاه من لا يحترم القانون ولا يراعي بقية مستعملي الطريق العام رغم محاولات التحسيس والارشاد والمساعدة التي وفرتها بلدية تونس وآخرها تشجيع مستعملي السيارات على ترك سيارتهم خارج المدينة وبالتحديد في مأوى شارع محمد الخامس حيث تقوم حافلة خصصتها بلدية تونس، لنقلهم الى وسط العاصمة مجانا هم ومن معهم في السيارة الواحدة (ذهابا وإيابا) بمجرد استظهارهم بتذكرة المأوى. وهذه العملية تكلف بلدية تونس أي المجموعة ما لا يقل عن 400 دينار يوميا. فهل يعقل ان لا يكترث بعض أصحاب السيارات بهذه التسهيلات والتراتيب ليتصرفوا بطريقة غير حضارية ويضعوا سيارتهم أينما شاؤوا غير عابئين بالموانع وبحقوق الغير ويربكون حركة المرور. وهل يعقل من جهة أخرى ان نسمح للسيارات بالوقوف بشارع الحبيب بورقيبة وهو الشارع الرئيسي بالعاصمة والذي تكبدت المجموعة قرابة 20 مليون دينار لاعادة تهيئته واخراجه بالمظهر اللائق الذي أصبح عليه. ومع هذا نأمل ان تتكرم جريدتكم الموقرة بمساعدتنا على تجاوز صعوبات المرور وذلك بدعوة القراء الكرام الى التحلي بالحس المدني واتباع السلوك الحضاري حتى نؤمن المعاشرة الطيبة في مدينتنا بين كافة المواطنين.