تعتبر السيدة وجيهة الجبابلي من انجح سيدات الاعمال في تونس فقد ساهمت في تنصيع صورة تونس في الخارج والتعريف بمختلف خصائصها التراثية والحضارية في عدة بلدان عربية واجنبية. وقد بدأت مسيرة نجاح السيدة وجيهة باقتحام سوق المال والاعمال ودخول غمار المجال التجاري بتأسيس مكتب استيراد وتصدير وكان ذلك سنة 1977 وظلت تدير هذا المشروع الى غاية سنة 1981 متى عرف قطاع الاستيراد في تونس عدة مشاكل عندها قررت السيدة وجيهة التوجه الى منطقة الخليج بعد ان تعرفت الى شخصية نسائية عربية بارزة من دولة الامارات حيث قامت ببعث مشاريع تجارية. وتشير السيدة وجيهة الجبابلي انها كانت ترغب دائما في التميّز وتسعى الى ان تكون رائدة في مجال نشاطها التجاري فهي اول امرأة تونسية صاحبة اعمال خاضت غمار استيراد الاحذية في تونس لذلك ارتأت ان تبحث عن مشروع جديد ومتميّز فما كان منها الا ان قامت بدراسة حول مدى معرفة الشعب الاماراتي والخليجي بصفة عامة لخصائص البلاد التونسية فوجدت ان تفاصيل ومميزات الحضارة التونسية غير معروفة في هذه المنطقة ووجدت ان الانتاج التونسي في الصناعات التقليدية لا وجود له في السوق الخليجية ومن هذا المنطلق سعت السيدة وجيهة الى ان تحملعلى عاتقها مهمة ترويج الصناعات التقليدية التونسية والتعريف بالمنتوج التونسي فقامت بجملة من المعارض للملابس التقليدية في ابوظبي ثم في قطر والكويت وغيرها من بلدان الخيج العربي كما قامت ايضا بتنظيم معارض تضمنت مختلف انواع المأكولات التونسية. وتؤكد السيدة وجيهة انها وجدت الدعم الكافي والتشجيع الكبير من قبل المسؤولين الخليجيين مما مكّنها من بعث وتأسيس شركة منتجة للصناعات التقليدية بأبوظبي بالامارات العربية المتحدة. *نشاطات تجارية موسعة راهنت السيدة وجيهة الجبابلي على العمل والمثابرة وحققت نجاحا منقطع النظير في منطقة الخليج حيث قامت بتوسيع تجارتها بفضل اقامتها للعديد من المعارض وتنويع نشاطاتها واصبحت تروّج الكتاب التونسي من خلال التعريف به في جميع الاوساط الجامعية والكليات الخليجية كجامعة الشارقة والكويت وغيرهما من الجامعات. وقد شجعها الاقبال الكبير والرغبة الملحّة من قبل الخليجيين على التعرف على المنتوج الفكري والصناعي للبلاد التونسية على مزيد تطوير مشاريعها ودخول غمار الاستيراد فتحصلت على توكيلات من شركة اوروبية مختصة في الملابس الجاهزة فكانت عبارة عن وسيط تجاري عملت على ربط الصلة بين الاسواق الاوروبية المختصة في انتاج الملابس الجاهزة والاسواق الخليجية المستهلكة لهذه المنتوجات. *العودة الى ارض الوطن رغم النجاح الواضح الذي حققته سيدة الاعمال التونسية السيدة وجيهة الجبابلي بالخارج الا انها ظلت وفية لوطنها وأمنت بضرورة المساهمة في تفعيل اقتصاد بلدها واثرائه وفتح مواطن شغل لأبناء هذه الارض الطيبة فكان رجوعها الى ارض الوطن على اثر فتح باب اقامة مشاريع الاستيراد فتحصلت من وزارة الخارجية على رخصة في الغرض واقامت شركة استيراد مختصة في استيراد الاحذية والملابس الجاهزة. وتستورد حاليا السيدة وجيهة اهم «الماركات» العالمية في مجال الاحذية والملابس الجاهزة وتملك توكيلا ل 20 دارا عالمية في هذا المجال. *أسس النجاح للنجاح اسس وقواعد لابدّ ان ينطلق منها الفرد حتى يضمن لنفسه مكانة متميزة ، هكذا بدأت السيدة وجيهة حديثها عند سؤالنا لها عن اهم الاسباب والظروف التي تقف وراء نجاحها وتميزها في مجال المال والاعمال. وتضيف هذه السيدة (صاحبة الاعمال) ان المثابرة ومحبة المهنة التي تمارسها الى جانب حرصها على السير بتؤدة وعدم حرق المراحل وعدم اللهث وراء المكسب المادي جعلها توفّق في كل مشاريعها التجارية وحتى الجمعياتية. كما ان جودة المنتوج وجودة الخدمات المقدمة للحريف تجعل المنتج يحرز على ثقة المستهلك اضف الى ذلك اهمية العلاقات العامة مع الناس والايمان بالله سبحانه وتعالى والقناعة جعلت السيدة وجيهة تتمكّن من تجاوز بعض المصاعب والعراقيل التي اعترضتها منذ بداية مشوارها العملي في الميدان التجاري. وترى السيدة وجيهة الجبابلي ان المناخ العائلي ودعم الوالدين والزوج من العوامل الاساسة التي تدفع المرأة الى النجاح والتألق وهي تعتبر نفسها محظوظة اذ انها وجدت الدعم الكافي من والدها رحمه الله والمساندة من قبل زوجها عند بداية اقامة مشاريعها التجارية. وتعترف كذلك ان الحظ لعب دورا هاما في حياتها بصفة عامة ولعل تعرفها الى احدى نساء العائلة الحاكمة بالامارات العربية المتحدة اكبر دليل على انها محظوظة وان الحظ كان حليفها في كل خطوة تخطوها وهو الامر الذي جعلها تشعر بالامتنان نحو كل من ساعدها ووقف معها سواء في الداخل او الخارج. ودفعها الى الاتجاه نحو القيام بجملة من الاعمال الخيرية ولعل بعثها وتأسيسها لجمعية يوغرطة للتنمية الموجهة بالاساس نحو تقديم يد المساعدة للعائلة المعوزة اكبر دليل على حبها لفعل الخير وتقديم يد المساعدة للمحتاجين. والى جانب ترأسها لهذه الجمعية (اي جمعية يوغرطة للتنمية) تعمل السيدة وجيهة على تنظيم حفلات تخصص مداخيلها لبعض الجمعيات الخيرية وتدعو الى ضرورة التضامن بين مختلف الجمعيات الخيرية بغية النهوض بواقع الفرد التونسي المحتاج. * ناجية المالكي