رغم صغر سنها وقصر حياتها المهنية الا أنها تمكنت في فترة وجيزة نسبيا (5 سنوات) من اقتحام سوق التجارة والتسويق وتطوير مشروعها التجاري المختص في مجال الاستيراد والصمود امام منافسة قوية تميزت بها السوق التونسية حاليا. فالسيدة ايناس القسطلي يمكن اعتبارها نموذجا جيّدا يقتدي به شبابنا الذين يرغبون في الانتصاب للحساب الخاص وبعث مشاريع حرّة. وفي الحقيقة مازالت مسيرة السيدة ايناس تعتبر في بدايتها والدليل على ذلك طموحاتها وآمالها الكبيرة المتمثلة في بعث شركة استيراد وتصدير. التجارة اختياري لم يكن طموح السيدة ايناس يقتصر على ايجاد وظيفة بعد تخرّجها من المعهد الاعلى للتجارة بتونس لكنها كانت تتطلّع لادارة اعمالها الخاصة بعد بعثها لمشروع تجاري ملك لها وهو ما سعت لتحقيقه منذ تخرجها حيث اختارت الميدان التجاري واقتنعت باختيارها رغم رغبة والديها في دخولها العمل الوظيفي ولعل ولعها بالتجارة ورغبتها في العمل الحر من أهم الدوافع والأسباب التي سهّلت نجاحها ومكّنتها من تجاوز بعض الصعوبات التي من أهمّها كبقية استخراج الوثائق المطلوبة والتعامل مع وزارة التجارة وتنفيذ عديد الاجراءات المطالبة بها الى جانب جهلها لطبيعة السوق التونسية ورغبة وذوق الحريف التونسي في اختيار ما يرغب في اقتنائه. كما أن عدم اقبال التونسي على شراء السلع المستوردة بالكيفية المطلوبة خاصة خلال فترات معينة من السنة يوقع السيدة ايناس في مواجهة انكماش المداخيل ويضطرّها الى تأجيل استيراد كميات اخرى من المنتوج. شروط لا يمكن تجاوزها تشير السيدة ايناس قسطلي صاحبة أعمال الى أن النجاح لا يمكن ان يأتي من فراغ بل لابد من التضحية والالتزام بشروط هامة لتحقيق ذلك. «فقبل بعث المشاريع لابد من دراسة السوق دراسة معمّقة حتى يكون النجاح حليف هذه المشاريع». وعن تجربتها الشخصية تقول «إن التنظيم والمثابرة والثقة في النفس والارادة القوية وحبي للعمل وخاصة ولعي بالعمل التجاري هي من الاسباب التي جعلتني احقق ولو جزءا بسيطا من أحلامي ومكنتني من تطوير مشروعي والارتقاء به تدريجيا». وتضيف السيدة ايناس: «انصح كل الشبان الذين يرغبون في التوجه نحو بعث مشاريع تجارية خاصة الى التحلّي بروح المبادرة والاعتماد على الذات والاطلاع على تجارب الاشخاص الذين سبقوهم الى هذا المجال لأخذ فكرة عامة واستقاء الطرق المناسبة للوصول الى النجاح». وتؤكد السيدة ا يناس ان مساعدة بعض الاطراف لها منذ بدايتها هو عامل من عوامل استمرارها ونجاحها في ادارة اعمالها. المرأة والعمل التجاري ترى السيدة ايناس قسطلي أن المجال التجاري اصبح يستقطب عددا هاما من النساء وتؤكد ان المرأة التونسية برهنت على أنها قادرة على ادارة الاعمال والمشاريع التجارية والدليل على ذلك تنامي عدد النساء صاحبات المؤسسات في تونس. وتستدرك السيدة ايناس بقولها «إن المرأة التونسية أكّدت نجاحها اكثر في المشاريع التجارية الصغرى والمتوسطة، أما المشاريع الكبرى فإن الرجل مازال مسيطرا على ادارتها بشكل كبير». من جهة أخرى تحدّثت هذه السيدة عن الايجابيات التي يمكن ان تحققها المرأة العاملة في القطاع التجاري من ذلك مثلا عدم التزامها بالعمل الوظيفي الذي يحد من حريتها في قضاء شؤونها الخاصة وخاصة اهتمامها بعائلتها. فالمرأة العاملة بالعمل الحر والخاص يمكن ان تجد الوقت الكافي للاعتناء بابنائها اذا ما تمكنت من تنظيم وقتها وتوزيعه توزيعا محكما. الى جانب ذلك تحظى المرأة التاجرة بفرص هامة تجعلها قادرة على فرض ذاتها والتمتع باستقلاليتها المادية والمعنوية اكثر من غيرها. وتختم السيدة ايناس القسطلي حديثها بكلام مفاده انها تعتبر نفسها وضعت قدمها على أولى درجات سلّم النجاح وانها تتمنى ان تكوّن شركة استيراد وتصدير لها وزنها في السوق الاقتصادية التونسية وبالتالي تكون جديرة بصفة امرأة الاعمال الناجحة.