في اطار حسن الاعداد للمهرجانات الصيفية تنظم لجنة التنسيق للتجمع الدستوري الديمقراطي بصفاقس يوم السبت 5 جوان المقبل منبرا فكريا حول مهرجانات ولاية صفاقس يشرف على فعالياته السيد كمال الحاج ساسي كاتب الدولة لدى وزير الثقافة المكلف بالشباب والترفيه. اللقاء من المنتظر أن يكون ساخنا إن طرح بشفافية وعمق مشاغل مديري المهرجانات والمثقفين والمبدعين ورؤساء الجمعيات بصفاقس والذين يعانون العديد من المشاغل التي تحول دونالتأسيس لعمل ثقافي جاد ومتنوع يليق بالمدينة. فالجمعيات الثقافية تعاني في أغلبها من حالة إفلاس مالي بعد أن خيرت البلدية وي ثاني أكبر بلدية بالبلاد ايقاف دعمها ومنحها نتيجة بعض الأزمات التي تمر بها البلدية والتي كشفت «الشروق» عنها في وقت سابق. هذه الوضعية المالية أثرت على الجمعيات التي بات أغلبها يفتقر الى مقرات ثابتة، حتى أن بعضها فضل فضاءات المقاهي للتحاور والنقاش ربما لاعداد نشاط أو برمجة لا تتم في العادة للأسباب ذاتها. المهرجانات الصيفية وخاصة الصغرى منها يتخبط مديروها في بعض الأزمات المالية الخانقة بسبب الارتجال في اتخاذ القرارات ووضع برمجة لا ترتقي في عمومها إلى مستوى تطلعات المستهلك الثقافي، ولئن كانت الأمثلة عديدة فإنه يمكن الاكتفاء بمهرجان عريق بالجهة ونعني به مهرجان عروس البحر بقرقنة الذي وجد مديره الجديد نفسه في وضعية حرجة مع البنوك بعد أن تكبد المهرجان في دورته الأخيرة خسائر مالية هامة. عزوف أهالي الجزيرة عن مواكبة مهرجانهم يعزى بالأساس الى ضعف برمجته التي لا تخرج في العادة عن افتتاح «بالزكرة» و»الطبلة» وتنتهي «بسفينة الشعراء» وهي الفقرات التي ملها «القرقني» بعد أن حافظت على رتابتها وباتت لا ترتقي الى مستوى تطلعات أرخبيل يمثل الرئة النقية لمدينة صفاقس... وبعيدا عن المهرجانات تعاني المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس التي تمتلك فضاء رحبا بقلب المدينة من عزوف المبدعين والمثقفين على ارتيادها، فالمندوبية التي تمثل الرافد الأساسي للمبدعين والمثقفين فقدت في الفترة الأخيرة هذا الدور لأسباب قد يكشفها المعنيون بالأمر في هذا اللقاء الذي يعول عليه كثيرا مثقفو الجهة لطرح مشاغلهم بكل شفافية وعمق.