تونس ا لشروق اعداد : محسن عبد الرحمان ما كان أحد ينتظر أن يصعد مخرج أمريكي على منصة أكبر مهرجان دولي للسينما تابعته كل شعوب العالم تقريبا، ويصرح دون تردد أو خوف أنه يهدي الجائزة التي حصل عليها لأطفال العراق، وكل الشعوب التي اضطهدتها السياسة الأمريكية. حدث هذا يوم السبت الماضي في مهرجان «كان» السينمائي الدولي وتحديدا خلال حفل توزيع الجوائز... وكان نجم الحفل المخرج الأمريكي الذي بات يخشاه الرئيس بوش لنقده اللاذع للسياسة الأمريكية في داخل الولاياتالمتحدة وخارجها في العراق وأفغانستان وكل البلدان المتذمرة من السياسة الأمريكية. هذا المخرج هو مايكل مور الذي تحول إلى ظاهرة اجتماعية وثقافية في العالم يكفي أن يصدر كتابا، أو ينجز فيلما، أو حتى تظهر صورته ويذكر اسمه ليصبح حديث كل الناس... **شهرة مور في مهرجان كان الأخير سيطر مايكل مور على كل الأحداث تقريبا... وربما كان اسمه أكثر اسم تداولته وسائل الاعلام خلال الدورة... كما التف به الجمهور والمعجبون أكثر من أي نجم في العالم مر بالمهرجان الى درجة أن هناك من قال أن حصوله على السعفة الذهبية كان نتيجة ضغط الجمهور... **انتقاد السياسة الأمريكية وفي الواقع تعود شهرة مايكل مور التي تضاعفت خلال المهرجان وخصوصا عندما صرح باهدائه للجائزة التي حصل عليها لكل الشعوب المضطهدة من جراء السياسة الأمريكية الى فيلمه «The big Oneس الذي أخرجه سنة 1997 وكذلك إلى كتابه «مايك ترد الهجوم... الولايات الغبية الأمريكية»... وقد انتقد فيهما المخرج السياسة الأمريكية في داخل الولاياتالمتحدة وخارجها... وكان فيلمه «The big Oneس أكبر فضيحة للشركات الأمريكية الكبرى المنتشرة في البلدان الفقيرة التي تشغل الأطفال... وفي كتابه «مايك يرد الهجوم» كشف مايكل مور معاناة الشعب الأمريكي... فقر... وبطالة... وأمية... وبين أن نسبة ضئيلة جدا من الأمريكيين يتمتعون بخيرات الولاياتالمتحدة أما الأغلبية الساحقة فلا تختلف كثيرا عن «فقراء العالم»... 11 **سبتمبر وارتكزت انتقادات مايكل مور سواء في السينما أو في المؤلفات التي وضعها، على سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي يرى فيها أشنع سياسية عرفتها الولاياتالمتحدة في تاريخها... واشتدت انتقاداته خصوصا مع ظهور «اشاعة أسلحة الدمار الشامل في العراق» ثم أحداث 11 سبتمبر وغزو أفغانستان والعراق... ويفضح مور في شريطه الجديد «فهرنايت 9/11 كل هذه الأحداث. التي نمت الشعور بالعداء للشعب الأمريكي