رئيس الحكومة العراقية القادم هو صاحب العمر الطويل إياد علاوي... لقد صوت له المجلس المؤقت المعين أمريكيا وصوت له الابراهيمي المعين أمريكيا وصوتت له الادارة الامريكية المعينة بحكم قضائي... ولتقريب الصورة فإن السيد اياد محمد علاوي شيعي وكان يشتغل ضابطا في المخابرات العراقية ثم انشق عام . ومن يومها كون تكتلا من المنشقين العسكريين وعلى رأسهم نزار الخزرجي الذي شغل اعلى رتبة عسكرية زمن حكم الرئيس صدام حسين... وبما ان المثل يقول قل لي من هم اصدقاؤك اقول لك من أنت... فإن أصدقاء العلاوي في الادارة الامريكية ليسوا فقط جماعة المخابرات المركزية (سي اي اي) والمخابرات البريطانية (ام اي 6) وانما ايضا صقور الادارة الامريكية ومنهم ويليام بيرل... أما على الصعيد العراقي فإن العلاقات الأسرية هي التي تحكم محيط العلاوي حيث ان «وزير الدفاع» المؤقت هو ابن عم اياد علاوي وابن اخت احمد الشلبي كما أن وزير الداخلية السابق والذي أقاله بريمر هو زوج أخت إياد علاوي... بعد كل هذا لا نحتاج الى تحليل لنفهم اسباب فوز هذا الرجل الذي وقعت عليه المناقصة في مزاد سري وليس علنيا تم في غرفة لا ترى لاسباب أمنية... فالولايات المتحدة لن تسلم في سيادة العراق ولا حتى في السلطة... المهم هو ان يبقى «الريموت كنترول» في يدها... لهذا فانه ليس هناك بعد سياسي لهذا التعيين وانما هو بعد امني بحت. فالعلاوي ضابط المخابرات سابقا وتنظيمه المتكون اساسا من منشقين امنيين ستكون مهمّتهم الاساسية قطع رأس المقاومة وتخفيف الضغط على المارينز وبالتالي التقليص من خسائر الامريكان حتى تمرّ حملة بوش للرئاسية بسلام... طبعا هذا هو حساب الحقل... ولكن البيدر لم يقل بعد كلمته.