كشفت تقارير صحفية أمريكية أن رئيس الوزراء العراقي المعيّن إياد علاوي بدأ مفاوضات مع مقاومين لإقناعهم بالاستفادة من العفو الذي أعلنته حكومته بينما ذكرت مصادر ديبلوماسية دولية أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني شجّع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر على الدخول في عملية تفاوضية مع حكومة علاوي. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ان رئيس الوزراء العراقي المعين رياد علاوي عقد اجتماعات خاصة مع المقاومين العراقيين في محاولة لإقناعهم بقبول عرض العفو الذي قدمته حكومته. مفاوضات سرية وكشف علاوي ان الاجتماعات مع ممثلي المقاومة العراقية في مدن الفلوجة والرمادي وسامرّاء بدأت بعد فترة وجيزة من توليه السلطة في جوان الماضي، بشكل سري. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن علاوي قوله «إنني أجتمع معهم في الفلوجة والرمادي وسامرّاء وأتحدث مع الناس هناك، ونحن نصل الى القبائل والرجال الذين كانوا في الأجهزة العسكرية والأمنية». وعلّقت الصحيفة أنه «حتى إذا لم يستطع اقناع المقاومين بتغيير موقفهم فإن علاوي يرى أنه حقق بعض التقدم» ونقلت عنه قوله أن بعض الممثلين «يغيّرون موقفهم ويأخذون العفو على محمل الجدّ». وأضافت الصحيفة نقلا عن علاوي أن هذه الاجتماعات ليست جلسات للتفاوض وإنما تمثل فرصة له لشرح عرض العفو. وقال علاوي أنه طرح «سؤالا بسيطا» على الممثلين الكبار للمقاومة في سامرّاء وهو «ما الذي تريدونه على وجه الدقّة؟». وأوضح علاوي انه قال لهذه المجموعة التي كانت تضمّ 11 شخصا من وجهاء المدينة والضباط السابقين في الجيش العراقي «إذا كنتم تريدون مالا فانتظروا وستجدون وظائف وتبدؤون في كسب المال وإذا كنتم تريدون أن تحكموا هذا البلد فانتظروا الانتخابات وإذا كنتم تريدون إخراج الأمريكيين فافعلوا ذلك ولكن احصلوا على إجماع الناس بطريقة ملائمة». لكن وجهاء سامرّاء طرحوا 10 شروط على حكومة علاوي لإعادة الاستقرار في المدينة. وأوضح الديبلوماسي السابق طه الهندرة «نأمل في اعادة فتح الجسر الذي أغلقه الجيش الأمريكي، والذي يقسم المدينة الى نصفين وفي إنهاء الاعتقالات والمصادرات وفي إعلان العفو على المعتقلين». وطلب الوفد المفاوض في سامرّاء من علاوي ألاّ يدخل الجيش الأمريكي الى المدينة مجدّدا وأن يتم تعويض الأضرار التي لحقت المنازل جرّاء القصف الأمريكي. وأضاف الهندرة «مقابل ذلك نعد بتجريد المدينة من السلاح وبأن تظلّ تحت رقابة الشرطة والحرس الوطني العراقي». تحرّك السيستاني وبالتوازي مع ذلك تحدثت مصادر ديبلوماسية أوروبية ودولية عن تشجيع السيستاني للزعيم الشيعي مقتدى الصدر على الدخول في عملية تفاوض مع حكومة علاوي حول مختلف المسائل العالقة والمتمثلة في كيفية تجريد جيش المهدي من أسلحته وحصة التيار الصدري في تركيبة الحكم الجديد ومعالجة مسألة مذكرة الاعتقال الصادرة بحقه. ووعد السيستاني بأن ترعى المرجعية الشيعية هذه المفاوضات وأن تواكبها عن كثب للتوصل الى صيغة حل لمختلف المشاكل «تحفظ هيئة الدولة ولا تضعف النظام وتسمح للتيار الصدري بأن يكون شريكا حقيقيا في عملية إقامة نظام شرعي جديد». وأكدت المصادر أن الخلافات بين حكومة علاوي والصدر حول المسائل العالقة كبيرة وجدية. وأشارت المصادر ذاتها الى أن الادارة الأمريكية دعمت سرا ومنذ البداية مهمة السيستاني التوفيقية وأبلغت علاوي بموقفها من «مشكلة الصدر». ورأت الادارة الأمريكية ضرورة إنهاء الدور العسكري للصدر وضرورة معالجة هذه المسألة داخل اطار الطائفة الشيعية وليس فقط عبر المواجهة معه.