تونس- الشروق أون لاين- نورالدين بالطيب: أعلنت هيئة جائزة محمد زفزاف للرواية العربية في المغرب التي يمنحها منتدى أصيلة الذي يرأسه وزير خارجية المغرب السابق محمد بن عيسى منذ قليل عن تتويج الروائي التونسي حسونة المصباحي بالجائزة في الدورة الحالية تقديرا لمجمل أنتاجه الروائي الذي راكم فيه تجربة طويلة عبٌرت عن الراهن العربي بكل أحباطاته وسيتسلم المصباحي الجائزة في موكب على هامش مهرجان أصيلة في شمال المغرب وجاء في بيان الهيئة " " بعد ترشيحات مختلفة، وتداول جدي ومعمق، ارتأت لجنة تحكيم "جائزة محمد زفزاف للرواية العربية" في دورتها السادسة منح الجائزة لروائي مثلت نصوصه المتواترة شهادة صادقة ومعبرة عن الحال العربي اليوم، هو الروائي التونسي حسونة المصباحي. وترأس لجنة التحكيم الأكاديمي المغربي شرف الدين ماجدولين . وضمت في عضويتها النقاد والأكاديميين: لطيف زيتوني (لبنان)، عبد الفتاح الحجمري (المغرب)، شعيب حليفي (المغرب)، جليلة الطريطر (تونس)، نادر كاظم (البحرين)، بالإضافة إلى محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة. ولقد لاحظت لجنة التحكيم أن الروايات النوعية التي راكمها حسونة المصباحي، اشتملت على رؤى جمالية وإنسانية فارقة في مسار الرواية العربية، سواء بتناوله لموضوعات كبرى طالما شغلت الإبداع الروائي، من قبيل العنف والاضطهاد والتَّطلُّع الدائم إلى الحرية، أو بالنظر إلى انغراس تلك الأعمال في تربتها المحلية، وعكسها لهموم المجتمع التونسي. وقد استرعى انتباه اللجنة ما تنطوي عليه تجربة الأستاذ حسونة من رصيد جمالي وموضوعي جديد في الكتابة الروائية العربية، بالنظر إلى تعبيره الواضح عن انجلاء الوهم في عالم عربي تحول من حلم الوحدة إلى التشظي، ومن الدولة الوطنية إلى الدول الدينية والطائفية، ومن تطلعات العلمانية إلى التشدد الديني. وهي كلها موضوعات وجدت لها المبنى البليغ والمقنع، في خصوبة الأشكال السردية المنتقاة، ووجهات النظر التخييلية المقترحة، بما أسهم في انتشار إبداعه الروائي، وأهل بعض أعماله للترجمة للغات أجنبية. والشيء الأكيد أن أعمال حسونة المصباحي، بقيمتها الفنية والفكرية، خدمت الثقافة العربية وساهمت في ترسيخ التفاهم بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، والتخفيف من غلواء الالتباس الفكري والإنساني المتراكم لسنوات طويلة بين العالمين؛ وهي الغايات البعيدة التي من أجلها أنشأت مؤسسة منتدى أصيلة "جائزة محمد زفزاف للرواية العربية".