أفاد رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم بأنه تم إلقاء القبض على 2839 عسكريا في كامل أنحاء تركيا ومقتل 265 شخصا وإصابة 1440 آخرين، إثر قيام عسكريين بمحاولة انقلاب استخدموا خلالها دبابات ومروحيات هجومية، كما أغلقوا بعض الجسور وسيطروا على بعض المحطات الإعلامية. ونقلت قناة "أن تي في" عن قرار صادر عن المجلس الأعلى للقضاة والادعاء القول إن السلطات التركية عزلت 2745 قاضيا اليوم السبت. وقال رئيس الوزراء بن علي يلديريم للصحفيين أن الوضع "تحت السيطرة تماما"، لافتا إلى حصيلة كبيرة من الضحايا بعد ليلة من المواجهات العنيفة في أنقرةوإسطنبول بين المتمردين والقوات الحكومية وعشرات الآف من الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع. وفي مؤشر إلى أن الوضع لم يعد تماما إلى طبيعته، دعت القنصلية الفرنسية السبت مواطنيها في إسطنبول إلى "ملازمة منازلهم" تحسبا "لتحركات حشود هذا المساء". وذكرت القنصلية الأمريكية أن السلطات التركية فرضت طوقا أمنيا على قاعدة "أنجرليك" الجوية في محافظة أضنة الجنوبية حيث تتمركز طائرات أمريكية ولدول أخرى من التحالف الدولي لمحاربة الجهاديين في سوريا. وقالت القنصلية الأمريكية في أضنة في رسالة أن "السلطات المحلية ترفض السماح بالدخول والخروج من قاعدة أنجرليك الجوية. تم كذلك قطع الكهرباء عنها". وأوضح يلديريم أنه تم اعتقال 2839 عسكريا على صلة بهذه المحاولة التي اعتبر أنها لطخت الديموقراطية التركية. وأكد أن "هؤلاء الجبناء سينالون العقوبة التي يستحقون". وطلبت تركيا من اليونان تسليمها ثمانية انقلابيين وصلوا السبت في مروحية عسكرية إلى الكسندروبوليس (شمال). وكان رئيس الوزراء التركي قد أعلن سابقا السبت أن 161 شخصا قتلوا وأصيب 1440 آخرون بجروح من العسكريين من غير الانقلابيين ومن المدنيين، خلال محاولة الانقلاب التي اعتقل فيها 2839 جنديا. وأعلن قائد الجيش في وقت سابق مقتل 104 من الانقلابيين. واتهم يلدريم، كما الرئيس رجب طيب أردوغان، الداعية المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن بتدبير محاولة الانقلاب التي نفذها قطاع من الجيش الليلة الماضية. وحاول الجنود المشاركون في الانقلاب استخدام دبابات وطائرات هليكوبتر هجومية للإطاحة بالحكومة ويتهم أردوغان حليفه السابق غولن بإدارة "منظمة إرهابية". وكان طلب من واشنطن تسليمه لكن الأمريكيين رفضوا ذلك. وقال يلدريم "فتح الله غولن يتزعم منظمة إرهابية". وأضاف من دون تسمية الولاياتالمتحدة "الدولة التي تقف الى جانب فتح الله غولن ليست صديقة لنا".. وكان غولن نفى ليلا أي علاقة له بالانقلابيين. وقال "من المسيء كثيرا بالنسبة لي كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة في العقود الخمسة الماضية، أن أتهم بأنني على أي ارتباط كان بمثل هذه المحاولة". وكانت حصيلة رسمية أولية أفادت بسقوط ما لا يقل عن 60 قتيلا في محاولة الانقلاب التي بدت صباح السبت تحت السيطرة، مع قيام حوالى 200 جندي كانوا لا يزالون متحصنين في مقر رئاسة الأركان في أنقرة بتسليم أنفسهم لقوات الأمن التركية.