استعدادا للموسم السياحي نشرت احدى المؤسسات السياحية العالمية في الفترة الاخيرة في موقعها بشبكة الانترنات أسعار اقامة بأسبوع في بعض النزل التونسية خلال فصل الصيف. الأسعار التي اقترحتها المؤسسة السياحية الفرنسية اتجهت الى السياح الأجانب وخاصة منهم القادمين من فرنسا وقد تراوحت ما بين 135 و477 أورو فقط وشملت تذكرة الطائرة ذهابا وإيابا (باريس تونس / تونس باريس) ونفقات التنقل الداخلي مع اقامة بأسبوع في نزلنا المطلة مباشرة على البحر. قائمة النزل ضمت الأصناف 3 و4 و5 نجوم الواقعة بالمناطق السياحية بالشمال والوسط والجنوب التونسي، وقد أرفقت الشركة السياحية الأسعار والخدمات بصور ملونة تكشف جمال تونس الخلاب وحسن تصميم فضاءاتها السياحية وخدماتها الفندقية الراقية والممتازة. هذه الأسعار المغرية تتناغم في الواقع مع توجهات الدولة الساعية الى استقطاب المزيد من السياح الاجانب، كما تنسجم مع ما تتميز به البلاد من استقرار سياسي واجتماعي وتسامح أهلها وثراء حضاري، الا انها تتضارب كليا مع ما تقترحه نفس هذه النزل للسائح التونسي. فهذه الفضاءات السياحية التي تعرض خدماتها بأسعار لا يتجاوز بالنسبة للسائح الاجنبي 135 أورو (200 دينار تونسي تقريبا) بما في ذلك مصاريف التنقل الخارجي والداخلي ترفع في المقابل أسعارها بالنسبة للسائح التونسي الذي عادة ما يشتكي من هذه التعريفة التي يلاحظ انها مرتفعة. صحيح ان هذه الأسعار التي تقترحها الوكالات السياحية العالمية تهم الرحلات المنظمة «شارتار» وتبررها المنافسة العالمية خاصة في الفضاء المتوسطي باعتبار تشابه المنتوج السياحي بينها، الا ان هذه التسعيرة المقترحة على الاجانب قد تبدو منخفضة جدا وتصدم بالتالي السائح التونسي الذي عادة ما يشتكي من ارتفاع تكلفة القامة في النزل التونسية أو ربما عدم قبوله أصلا، وهو ما يتعارض كليا مع توجهات الدولة الحريصة على تدعيم السياحة الداخلية وتطويرها وتشجيع التونسي على الاقبال على فضاءات الترفيه والسياحة.