توزر - بروكسيل 25 أورو.. و367 أورو لرحلة بين باريس وجربة مع الإقامة 7 ليال في فندق 4 نجوم!!! تونس - الصباح: مع إطلالة الحرارة واقتراب فصل الصيف امتلأت عدد من المواقع الالكترونية المختصة في السياحة والترفيه والنقل بالإعلانات المروجة للوجهة التونسية ولنزلنا وخاصة منها الشاطئية. وان كنا نرحب بهذه الحملات ونفتح أذرعنا للسياح الأجانب وندعم ونعمل جميعا على استقدام أكثر ما يمكن من السياح على طول السنة ,فإننا نستغرب من الأرقام والأسعار المعروضة لهؤلاء السياح خاصة لدى مقارنتها بالأسعار التي تقدم للتونسي الراغب في قضاء أيام من الراحة والاستجمام صحبة عائلته في أحد فنادق إحدى المدن الشاطئية بعد سنة كاملة من العمل والتعب والإجهاد البدني والذهني. إغراءات خيالية فالمبحر على مواقع الانترنات ينبهر بالأسعار المعروضة للاقامات في النزل التونسية بل للرحلة بكاملها من طيران وإقامة وجولات ونقل داخلي وغير ذلك... من ذلك ان بعض رحلات الشارتر مثلا ربطت في المدة الأخيرة بين عديد المدن الفرنسية والبلجيكية والألمانية وغيرها بمطارات توزر وجربة والمنستير وكانت اسعار هذه الرحلات مغرية لم يتجاوز بعضها ال25 أورو .. نعم 25 اورو فقط لرحلة على متن طائرة ربطت بين بروكسيلوتوزر,في حين أن ثمن الرحلة ذهابا وإيابا بين تونسوبروكسيل لا يقل عن ال700 دينار. كما أن بعض النزل تعرض حاليا خدماتها واقاماتها بأسعار مغرية لكن للأجانب فقط مثال ذلك الإقامة الكاملة في احد نزل مدينة جربة من فئة الخمس نجوم لمدة 22 يوما و21 ليلة كاملة لا تتجاوز ال1570 اورو (2800 دينار) بما في ذلك تذكرة الطائرة انطلاقا من مدينة بال الاندونيسية ورحلة بحرية والتداوي بمياه البحر وغيرها من الخدمات بهذا السعر فقط. كذلك رحلة الى المنستير انطلاقا من مطار مرسيليا والاقامة في احد نزل الاربعة نجوم بنابل مع رحلة بحرية والعلاج بمياه البحر وغير ذلك من الخدمات لا تتجاوز ال607 اورو (حوالي 1100 دينار). وايضا رحلة بين باريس وجربة واقامة 7 ليالي في نزل من فئة 4 نجوم ورحلة بحرية وخدمات اخرى سعرها ب376 أورو (630 دينارا) في حين ان سعر تذكرة الطائرة فقط بين تونس وباريس تفوق ال750 دينارا. مثال آخر نورده للتاكيد على غرابة اسعار بعض العروض المخصصة للسياح الاجانب من ذلك رحلة جوية بين ليل الفرنسية ومطار المنستير والاقامة في فندق من فئة خمسة نجوم لمدة 7 ليالي اقامة كاملة ورحلة بحرية وعلاج بمياه البحر وخدمات اخرى، لا يفوق سعر هذه الرحلة ال521 أورو (950 دينارا)... وهذه عينات قليلة من عروض ملأت مواقع الانترنات مؤخرا. أين نصيب التونسي؟ لكن السؤال الذي يطرح هنا هو أين نصيب المواطن التونسي من هذه الأسعار؟ ولماذا تتحول هذه الأسعار إلى نارية وخيالية عندما يتعلق الأمر برغبة التونسي في قضاء أيام من الراحة والاستجمام في أحد هذه النزل بنفس الأسعار المعروضة مع تنازله عن الرحلة الجوية؟ أي أن تكون نفس الأسعار مخصصة للتونسي والأجنبي على حد السواء مع تمييز السائح الأجنبي بتذكرة الطائرة ذهابا وإيابا.. الأكيد أن الأمور ستختلف والأسعار سترتفع إذا ما قرر التونسي قضاء نفس الليالي في نفس النزل العارض لخدماته للأجنبي. والأكيد أن الليلة المعروضة للسائح الأجنبي ب30 دينارا تقريبا ستتضاعف أربع وخمس مرات إذا كان الأمر يتعلق بالسائح التونسي. فبعض التونسيين يعمدون الى حجز اقاماتهم ورحلاتهم عبر أقرباء متواجدين في الخارج ويؤكدون انهم يكسبون من هذه العملية مئات الدنانير سواء في التنقلات الجوية أو حتى في الاقامات في النزل والفنادق. فهذا السائح التونسي ورغم القرار الرئاسي الذي نص على تمكينه من تخفيض ب30 بالمائة في النزل ,مازال عاجزا عن تخصيص ميزانية للترفيه العائلي والإقامة في فنادق بلاده صيفا خاصة أن عدد منها ترفض التعامل بهذا التخفيض إلى جانب الأسعار الخيالية للفنادق والنوادي صيفا والتي يرفض بعضها حتى استقبال التونسي الذي حافظ بدوره على سلبيته فيما يتعلق بالتخطيط والبرمجة والحجز المبكر لإقامته الصيفية. ويذكر ان السياحة الداخلية تساهم اليوم بنسبة تقارب ال10بالمائة من المدخول السياحي مع العمل على الترفيع في هذه النسبة لتبلغ 15 بالمائة فى المستقبل. وقد تم في هذا الغرض احداث مركزية الحجز الفندقي لتيسير هذا التوجه وتمكين التونسيين من التمتع بقضاء عطلهم والترفيه عن انفسهم خاصة وان مستوى عيش التونسي قد تحسن. ويتواجد بتونس اليوم أكثر من 210 الاف سرير مصنفة ما بين الثلاث والخمس نجوم احتضنت السنة الماضية ما يزيد عن السبعة ملايين سائح.