غزة رام اللهالقاهرة (وكالات) رفضت المقاومة الفلسطينية امس المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائىليين مؤكدة ان حكومة شارون ستستغل مثل هذه المبادرة لتجميل صورتها امام العالم. كما اعربت فصائل المقاومة الفلسطينية عن شكوكها في التزام الحكومة الاسرائىلية بشروط تلك المبادرة. وقال مسؤول في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» والجهاد الاسلامي والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة فتح ان اي مفاوضات مع الجانب الاسرائىلي ستدخل الفلسطينيين من جديد الى ما اسموه ب «دهاليز التسوية» وهو ما عانى منه الشعب الفلسطيني من قبل لان حكومة اليمين المتطرف في تل ابيب لا تريد السلام خاصة انها لم تبد في السابق اي استعداد لوقف اطلاق نار متبادل. دهاليز التسوية واعتبر سامي ابو زهري الناطق باسم حركة «حماس» ان اي مفاوضات مع الكيان الصهيوني ستدخل الفلسطينيين من جديد الى دهاليز التسوية وهو ما عانى منه الشعب الفلسطيني طويلا. مؤكدا ان فكرة انسحاب جيش الاحتلال من القطاع جاءت تحت ضغط المقاومة. وقال ابو زهري ان العدو هو الذي ركن خطط التسوية وقال انها ماتت فلماذا نبعث نحن الحياة في هذه الخطط التصفوية. واضاف ابو زهرى «يجب ان تتواصل المقاومة حتى زوال الاحتلال وحينما ينسحب فنحن قادرون على ادارة انفسنا من خلال الجهد الجماعي لإدارة الشأن الفلسطيني». وأكد ابو زهري ان الدخول الى دهاليز المفاوضات مرة اخرى سيخدم الاحتلال في منحه المزيد من الوقت وتضليل الرأي العام الدولي وتبييض وجهة القبيح خاصة بعد مجازره الاخيرة في قطاع غزة . وحذّر خضر حبيب المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي في غزة من جانبه من ان اسرائىل تحاول تجميل صورتها من خلال هذه المبادرات وتسعى الى خداع الرأي العام الدولي. وقال حبيب: «ندرك ان حكومة اليمين المتطرف لا تريد السلام وكل ما تريده المزيد من اغتصاب الارض وسرقة حقوق شعبنا». واضاف المصدر نفسه: «نحن لا نعوّل على ما يجري في الساحة من مبادرات سياسية وندرك ان العدو لا يمكن ان يرضخ لحقوق شعبنا الا من خلال المقاومة». وطالب حبيب «المصريين والسلطة الفلسطينية بأن يكونوا على حذر من خداع شارون وبأن يكونوا حريصين على وحدة الشعب الفلسطيني وعلى خيار المقاومة وعدم تضييع الوقت. وقال ان «شعبنا جرّب كثيرا من الحلول والمفاوضات والمبادرات ولم يجن سوى توسيع المستوطنات واغتصاب الارض». واعلن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول رفض منظمته عقد اي اتفاقات مع حكومة شارون ما لم تكن قائمة على الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس وتأمين حق اللاجئين في العودة واعتبر الغول ان اي اتفاقات الآن لن تكون افضل حالا من الاتفاقات السابقة التي لم تحترم رغم توقيع الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي عليها. وأكد الغول ان المبادرة المصرية ستفشل كسابقاتها موضحا ان شارون لن يتوقف عن عدوانه حتى لو جرى الانسحاب من غزة لأنه اعلن صراحة ان هذه الخطة لن تحول دون اجراء خطوات «وقائية» كالاغتيالات. وقال الغول ان اسرائىل ستستغل اي وقف لاطلاق النار لتجعله طوقا على اعناق الفلسطينيين كما جرى في الهدنة السابقة. وشكك صالح زيدان ابرز قادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في قطاع غزة في التزام اسرائىل بوقف العنف لأنها رفضت على الدوام اي التزام بهذا الشأن. دور مصري وفيما يبدو ان مصر تسعى الى القيام بدور اكبر في غزة اشار وزير الخارجية المصري احمد ماهر امس الى احتمال تنقيح معاهدة السلام المصرية الاسرائىلية الموقعة عام 1979 للسماح بنشر قوات مصرية على الحدود مع غزة في اطار الانسحاب الاسرائىلي من القطاع. وقال ماهر ان اسرائىل ذكرت انها مستعدة لتحوير ملحق معاهدة السلام اذا كان ذلك ضروريا والمتعلق بطبيعة القوات المنتشرة على الحدود». واكد ماهر انه في ما يتعلق بخطة الانسحاب الاسرائىلي من غزة فإن مصر تنسّق عملها مع الجانب الاسرائىلي وقد اعلن رئىس الوزراء الفلسطيني احمد قريع امس ان المبادرة الامنية المصرية بشأن قطاع غزة اصبحت في مراحلها النهائية. واوضح قريع في مؤتمر صحفي ان مصر لم تقدّم انذارا للسلطة الفلسطينية وانما قدّمت اقتراحا ترى فيه قدرة عملية على ضبط الامور ولذلك يجب توفير الظروف المناسبة لإنجاح الدور المصري. وقال قريع: «نحن قادرون على تولّي المسؤولية الامنية بكافة متطلباتها في قطاع غزة ونعد انفسنا جيدا لذلك مع مصر والبنك الدولي». وأضاف رئىس الوزراء الفلسطيني ان حكومته ناقشت خلال اجتماعها مساء امس الاول الوضع السياسي وضرورة تنفيذ الانسحاب الاسرائىلي من قطاع غزة على اساس تطبيق خطة خريطة الطريق». وابرز قريع مجددا موقف القيادة الفلسطينية من اللقاءات مع المسؤولين الاسرائىليين وقال: نحن لم نقل لا للقاء شارون لكننا نريد لقاء يعيد الامور الى نصابها».