القدس المحتلة (وكالات استماع) أدانت السلطة الفلسطينية أمس العملية الفدائية في بئر السبع، فيما توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون بمواصلة العمليات ضد المقاومة الفلسطينية. من جهتها أكدت حركة «حماس» التي تبنّى جناحها العسكري الهجوم أن العملية تأتي في سياق الرد الطبيعي على العدوان الاسرائيلي. وقال بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية أن الرئيس ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية يدينان العملية التي استهدفت «مدنيين» اسرائيليين في بئر السبع. أما رئيس الوزراء أحمد قريع فاعتبر أن مثل هذه العمليات تعطي الاسرائيليين مبررا لمزيد القمع ولا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية. واعتبر قريع أن هذه العملية لا تخدم أيضا التحرك السياسي. وقبل قريع كان وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات قد صرح بأن السلطة الفلسطينية تدين العمليات التي تستهدف مدنيين فلسطينيين أو اسرائيليين. وشدّد عريقات في تصريحات عقبت الهجوم على أن طريق السلام المجدي هو في انهاء الاحتلال، داعيا اللجنة الرباعية للتحرك الفوري من أجل تنفيذ خطة خارطة الطريق. وقال الوزير الفلسطيني: «إن الطريق الى السلام الامن والاستقرار للجميع لن ىأتي عبر الجدران والاقتحامات والاستيطان والاغتيالات». وبعد عملية بئر السبع نقلت مصادر عن جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي الفلسطيني ان زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات عمر سليمان الى رام اللّه قد تأجلت. رد في الطريق أما الحكومة الاسرائيلية فأكدت أنها ماضية في نهجها القمعي لمكافحة ما أسمته ب»الارهاب». وقال رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون في تصريحات للصحفيين: «سنحارب «الارهاب» بكل قواتنا..». وأضاف أن مكافحة ما أسماه ب»الارهاب» هو نهج الحكومة وأن نهجه هو ذاته. وأشار الى أنه سيستخدم كل ما أتيح للكيان الصهيوني من قوة ضد المقاومة الفلسطينية، في ما يبدو إعلانا لردّ صهيوني عنيف. مسؤولية اسرائيل وحمّلت شخصيات سياسية فلسطينية الحكومة الاسرائيلية مسؤولية عودة العمليات الفدائية. وقالت الدكتورة حنان عشراوي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أنه يتوجب معالجة أسباب «العنف» وهذا أساس الهدوء والاستقرار. ودعت عشراوي الى ضرورة أن يوقف الصهاينة عدوانهم اليومي بحق الشعب الفلسطيني. ولكن عشراوي قالت ايضا أنه يتوجب ابقاء المدنيين خارج دائرة الاستهداف. ووصف عبد العزيز شاهين النائب الفلسطيني العملية الفدائية بأنها ردّ على الغطرسة الصهيونية المتواصلة، مشيرا الى ان الدم يسيل عبريا وفلسطينيا بسبب سياسة حكومة شارون العدوانية. وأوضح انه في الفترة الماضية لم تحدث اي عملية فلسطينية وفي المقابل تضاعف عدد الشهداء والجرحى في الجانب الفلسطيني. وحمّل القيادي الميداني في حركة «فتح» حسين الشيخ شارون المسؤولية عن اي تطوّرات في الاراضي المحتلة بما فيها عملية بئر السبع. وأكد انه ليس مطلوبا من شعب يتعرض لشتى انواع القمع من حصار بالجدران والمعابر ومن إذلال في المعتقلات والسجون ان يظل مكتوف الايدي. وذهب حسين الشيخ الى حدّ وصف اعلان اسرائىل عزمها لانسحاب من قطاع غزة بأنه «خدعة» واوهام يبيعها شارون للعالم لينفذ مخططاته الاجرامية. ردّ طبيعي حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» اعلنت على لسان احد الناطقين باسمها ان العملية الفدائىة تأتي في سياق الردّ الطبيعي على استمرار الحكومة الصهيونية في عدوانها مختلف الالوان على ابناء الشعب الفلسطيني. وقال مشير الفيضي المتحدث الاعلامي باسم «حماس»: ان العملية ردّ طبيعي على جرائم المحتل. وأضاف ان المقاومة الفلسطينية طوّرت وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني وليس مطلوبا منها ان تظل متفرجة وابناء فلسطين يذبحون يوميا. وفي مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية مساءامس اكد سامي ابو زهري الناطق باسم الحركة ان العمليات الاستشهادية تشكل ردّا مشروعا على الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني بما في ذلك اغتيال (قادة المقاومة مشددا على ان النضال متواصل ضد الاحتلال).