ماذا تغير بين عراق ما قبل 30 جوان وعراق ما بعده... أقول لكم: لقد تغير الكثير... المدرب بوش الابن استعاد مشية الطاووس... انه سعيد بالتشكيلة التي وضعها على رأس العراق... وسعيد أكثر بأن أكثر من مائتي مستشار أمريكي يمسكون بخيوط الدمى المتحركة، أخيرا خبر يغطي «أبو غريب»... أخيرا خبر سعيد ينسينا كذبة أسلحة الدمار الشامل... وحده رامسفيلد لم يكن في الصورة ولم يسمح له بالتصريح او الابتهاج العلني حتى لا ينغص على المحتفين فرحة الاكرنفال... أقنعة... أقنعة... أقنعة وبعض العرب المتلحفين بالسواد جاءتهم التعليمات لتقديم التهاني... والواقع أنه كان عليهم ان يباركوا لبوش وليس لمن عينهم... انه وليّ هذا العرس وهو شيخ القبيلة الجديد في العراق وقد يجد له بعض الشلبيين جذورا تعود الى آل البيت... مادام هو بالفعل صاحب البيت... بعد مجلس الحكم المؤقت... جاءت الحكومة المؤقتة... ولن يكون حالها أفضل من حال صدام حسين في سجنه... فهي ايضا ستعيش خلف أسوار من حديد... لن تتجاوز سلطتها مساحة الغرفة التي ستؤويهم... لن ينزلوا الى الشارع... لن يختموا القرارات... وستخضع مراسلاتهم الى التدقيق والفحص بأشعة ما تحت الكرامة والسيادة... ستكون ثقتهم بالحرس الأمريكي أقوى من ثقتهم بالحراس العراقيين... لقد جاؤوا الى العراق بعد عقود من الغياب... وسيطول منفاهم حتى وهم على كراسي وثيرة... والمنفى هذه المرة ليس جغرافيا وانما هو شعبي... كيف يهنئ بعضهم بزواج الغصب والاغتصاب!!! كيف يباركون زواجا عدل اشهاده بريمر!!! انها سابقة تفتح شهية المحتل ليستبيح أوطانا أخرى... عربية طبعا... وبعضها لا يحتاج الى غزو مدمر اذ يكفي ضغط على الريموت كنترول لتسقط... لقد فهم الغرب هذا وها هم أكثر حذرا وريبة من بعض العرب... وفي انتظار انتخابات قد تأتي وقد لا تأتي فان التصويب في هذه المرحلة سيكون للرافضين... للغاضبين وكل الذين ذبحهم التحرير من الوريد الى الوريد... حتى وان خلا «أبو غريب» من المساجين فان أشباحا تسكنه يتعالى صراخها ليلا لتمنع النوم عن الحكام الجدد... الى حين...