أقرّ الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن العراقيين قادرون على مقاومة الاحتلال الأمريكي محذرا من أن المهمة تبقى صعبة في العراق وهو ما يستوجب أن تعمل دول العالم جميعها معا على جلب الأمن والاستقرار الى هذا البلد. وقال بوش في حديث لصحيفة «باري ماتش» الأسبوعية الفرنسية في عددها الذي يصدر اليوم «إنني أقولها دائما وفي كل مكان أنا شخصيا لا أحتمل أن يبقى بلدي تحت الاحتلال». وأضاف الرئيس الأمريكي الذي يزور فرنسا نهاية هذا الأسبوع أن «المقاتلين العراقيين ليسوا إرهابيين» على حدّ تعبيره. وحسب بوش فإن أولئك الذين ينفذون عمليات فدائية هم «إرهابيون» أما المقاومون الآخرون فليسوا كذلك فهم لا يحتملون البقاء تحت الاحتلال، فلا أنا ولا أي شخص آخر يقبل هذا الوضع». وأضاف بوش «لذلك أعدنا إليهم السيادة وسنضمن لهم سيادة كاملة بعد 30 جوان». وسعى الرئيس الأمريكي الي التقليل من شأن الخلاف بين واشنطن وباريس بشأن الحرب على العراق، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي سيستقبله بعد غد بمناسبة إحياء ذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي هو «صديق». وردا على سؤال حول امكانية استضافة الرئيس الفرنسي جاك شيراك في ضيعته في كراوفورد أجاب بوش «إنه سيكون ضيفا مبجّلا» وأردف قائلا «إذا كان يرغب في رؤية الأبقار فمرحبا به»! وتابع الرئيس الأمريكي قوله «لم أغضب أبدا من الفرنسيين ففرنسا حليف لنا منذ وقت طويل وقد اتخذت قرارا صعبا وكان الجميع ضد هذا القرار بغزو العراق، ومن المحتمل أن يكون أصدقاؤك على خلاف معك في موضوع ما». وأضاف بوش «هذا ما قاله لي شيراك بوضوح انه لم يكن يعتقد في ضرورة اللجوء الى القوة وقد تناقشنا في هذا الموضوع بصفة أصدقاء». وحسب بوش فقد «حان الوقت للعمل معا على ارساء القيم التي نعتقد فيها كحقوق الانسان والكرامة وتطبيق القانون والحرية والعدالة». وقال بوش ان «هذا المجهود ضروري جدا في العراق وهو أمر صعب وعمل يتطلب نفسا طويلا ولهذا السبب فمن الملح ان يتوحّد العالم اليوم لمساعدة العراقيين علي تشكيل حكومتهم». وأضاف الرئيس الأمريكي «أعتقد أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة أن تواصل العمل مع الدول الأخرى» مشيرا الى أن «عدة دول تعمل في أفغانستان وفي العراق لا لمكافحة الارهاب فحسب بل لتأسيس الحريات» حسب زعمه. وتأتي تصريحات بوش هذه بعد العاصفة التي واجهها عقب نشر صور تظهر جنود أمريكيين يعذّبون الأسرى العراقيين، لكنه يصرّ مع ذلك على أن جنوده جاؤوا الى العراق محرّرين. وحسب بوش فإنه «بمجتمع حرّ بإمكانك أن تحسم قضية الارهاب فاليأس يولد التعصب والارهاب والحرية تعمل على القضاء على اليأس».