ذكر السيد صلاح الدين عبد الله أن نص خطاب بورقيبة إلى القمة الافريقية الأولى في أديس أبيبا في ماي 1963 كان باللغة الفرنسية إلا أن بورقيبة قد طالب بترجمته إلى العربية عندما علم أن جمال عبد الناصر سيلقي خطابه بها، ورجّح المتحدث أن يكون أحد ثلاثة قد أعده هم : الصادق المقدم والباهي الأدغم والطيب المهيري الذين كانوا أقرب المستشارين الى بورقيبة وأكثر المؤثرين في توجيهاته وخطبه وفي رسم معالم سياسته وبرامجه. وأضاف عبد الله أن الديبلوماسي الجزائري بيطاط قد همس له عن غضب بن بلة من بورقيبة لأنه ألقى خطابه بالعربية في حين أن بن بلة لا يحسن الكلام بالعربية واعتبر أن بورقيبة قد تركه بمفرده وسحب من تحت قدميه البساط بالرغم من أن بورقيبة كان قد تعانق مع عبد ا& وبن بلة عربونا على المصالحة معهم قبل أن يتوالى الرؤساء على المنصة للتوقيع على الميثاق. وذكر عبد الله بالدور الذي أنجزه المنجي سليم في إعداد الوثائق التي عرضت على الرؤساء الأفارقة في القمة، وقال : »عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الافريقية ال32 في ماي 1963 واتضح من خلاله اختلاف في الرؤى بين غانا التي اقترحت اقامة حكومة وحدوية واثيوبيا التي عارضت ذلك وأمام هذا الخلاف رأى المنجي سليم وزير الخارجية التونسي أن يعد الوثائق دون اتخاذ توصية نهائية وعرض ذلك على الرؤساء«... وأضاف عبد الله أن بورقيبة قد تحدث بحديثه المعروف عن الوحدة دون مواربة إذ قال : »ان المناداة بوحدة القارة كأمر ناجز سهل التطبيق عبر المصادقة على لائحة أو اعلان أو بيان أو دستور تؤدي الى خيبات أمل مؤكدة فالوحدة لن تتحقق إلا بموافقة الشعوب موافقة حقيقية لا يشوبها إكراه بعيدا عن المحاولات المشبوهة أو الاستعلاء أو الرغبة في الهيمنة« وعبر عن ضرورة الاهتمام عوضا عن ذلك بتحرير البلدان المستعمرة ومقاومة التخلف وكان ذلك بمثابة استشراف من بورقيبة لما سيطبع العلاقات داخل المنظمة من خلافات عقائدية وسياسية بين أعضائها في العقود اللاحقة والتي ما تزال صورها واضحة حتى اليوم.