معرض فني في فضاء طلق يمتد على أكثر من ألف متر ويجمع 240 جدارية فنية شكلت جسرا من جسور الإبداع التي ألقت بظلالها على المارين وسائقي السيارات بشارع الجمهورية بالعاصمة، هذا المشروع الفني الذي تنظمه المندوبية الجهوية للثقافة بتونس بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين وطلبة معهد الفنون الجميلة بتونس تحت عنوان "جسور الألوان"، حول الواجهة الأسفلتية لأعمدة جسر شارع الجمهورية إلى رواق فنون تشكيلية احتفت ألوانها بحب الحياة واستشراف الأمل والنجاح بعيدا عن مشاعر القتامة والإحباط. واعتبر محمد الهادي الجويني المندوب الجهوي للثقافة بتونس في تصريح ل"وات" ان هذه الجداريات الموشحة بمختلف الالوان والمعانقة لمشارب فنية تشكيلية متنوعة تبعث بصفة ضمنية ومباشرة برسالة حب وتسامح لكل التونسيين، مشيرا إلى أن العمل الثقافي في هذه المرحلة يتطلب رؤية منفتحة وتصورا تشاركيا مع مختلف أطياف المجتمع لترسيخ الفكر التثقيفي ومحاربة التطرف الفكري من خلال إعادة بناء إرادة قوية للمواطن كي يعمل وينتج ويتحدى الضغوطات اليومية ويغالب الازمات العابرة. وقد اعتمد مصممو هذه الجداريات على التكثيف في استعمال الالوان الحارة ، وراوحت إنتاجاتهم بين نقل المشاهد الطبيعية ونسج زخارف فنية تجمع بين الواقعي والمجرد، وتنوعت التعبيرات على واجهة 130 من الأعمدة الحاملة لجسر شارع الجمهورية لعشرات الفنانين التشكيليين والرسامين على امتداد سبعة أيام ابتداء من يوم 26 نوفمبر المنقضي، ليبدعوا بأذواق مختلفة واختيارات جمالية متباينة في مرسم مفتوح تناغمت فيه الالوان وتعانقت فيه الاحلام في سياق يؤكد أهمية العمل الثقافي التنشيطي كممارسة تنموية بشرية ومجتمعية.