اشكاليات بيئية متراكمة بالقيروان منذ سنوات ووضع بيئي مترد، هي ابرز ما كشف عنه التشخيص الذي انجزه فرع المنتدى التونسي للحقوق الإقتصاديّة والإجتماعيّة بالقيروان للوضع البيئي بهذه الولاية وتم تقديم نتائجه مساء السبت خلال سهرة رمضانية بمقر الفرع بمناسبة ختتام الحملة المواطنية "بيئتنا حياتنا" واليوم العالمي للبيئة. وكشف التقرير في مجال البيئة السكنية بالخصوص وجود الكثير من المصبات العشوائية في التقاسيم والاحياء السكنية وفي مداخل المدن (القيروانالمدينة وسيدي عمر بوحجلة) ووجود مصبات عشوائية لديوان التطهير داخل القيروانالمدينة (البورجي ملاجي سيدي سحنون) بالاضافة الى مجاري المياه الملوثة للبيئة تشق الكثير من الاحياء السكنية (الصحابي والمنطقة الخضراء) كما بين التشخيص في مجال البيئة الصناعية وجود اضرار بيئية متواصلة لمصنع "سوتاسيب" عبر غاز "الكوك" وغبار الكسارات في منطقة الرويسات المجاورة لهذه الانشطة الصناعية و انعكاسات النفايات الملوثة التي يحدثها مصنع "الشامية" بالقرب من المناطق السكنية. وانتقد التقرير سياسة الحكومة بخصوص التنقيب عن الغاز الصخري وعدم الحسم في الدراسة السيزمية التي اجريت في منطقة اولاد نصير رغم ما خلفته نقطة التنقيب من اضرار بيئية وصحية ومعمارية فضلا عن صمت السلط تجاه الغازات المنبعثة من مصنع التبغ والتي تسببت عديد المرات في حالات اختناق وصعوبة التنفس المتساكنين المجاورين. اما في مجال البيئة المائية لاحظ التشخيص بالخصوص انعدام المراقبة الصحية المتواصلة للمزروعات المروية في المنطقة السقوية لديوان التطهير وعدم تجديد قائمة في الزراعات المسموح بها والزراعات الممنوعة (على غرار مشكلة التلوث الجرثومي في مادة الدرع 2016) بالاضافة الى القاء الفضلات في سد سيدي سعد وهلاك الثروة السمكية في الاونة الاخيرة . وأفاد رئيس فرع المنتدى التونسي للحقوق الإقتصاديّة والإجتماعيّة بالقيروان للوضع البيئي رضوان الفطناسي في تصريح ل"وات" ان التشخيص هو عبارة عن رؤية استشرافية للواقع البيئي بالجهة في محاوره الثلاث الاساسية "البيئة السكنية، البيئة الصناعية،البيئة المائية" مضيفا ان فرع المنتدى قام في هذا الاطار باستبيان مسحي شاركت فيه عينة شملت 600 مواطن بالإحياء السكنية والمؤسسات التربوية عبروا فيها عن تصوراتهم تجاه بيئتهم السكنية وداخل المؤسسات التربوية.
وأوضح انه في اطار عمل فرع المنتدى بالقيروان تم القيام بحملة مواطنية "بيئتنا حياتنا" خلال الشهرين الاخيرين بالشراكة مع النيابة الخصوصية لبلدية القيروان وتم خلالها تشكيل لجان تنظيف جماعية داخل الاحياء السكنية والمؤسسات التربوية واضاف ان مجموعات من ممثلي لجنة تنظيم الحملة قامت في هذا الاطار بزيارة عدد من المؤسسات التربوية والأحياء السكنية المجاورة للتحاور مع الإطار التربوي و التلاميذ بخصوص ضرورة إنشاء مناطق خضراء في الأحياء السكنيّة وفي المؤسسات التربويّة كما تم تنظيم حملات نظافة بهذه المؤسسات. واشار الفطناسي الى ان وزارة البيئة والسلط الجهوية لم تكن جدية مع الوضع البيئي المتردي بالقيروان وكان تعاملها سلبيا في حل هذه المشاكل وفي معالجتها بالاشتراك مع مكونات المجتمع المدني ودعا في هذا الاطار الى ارساء سياسة بيئية واضحة في المدن والاحياء السكنية والقرى والمناطق الريفية يقع فيها تشريك المواطن في معالجة مشاكله وايجاد الحلول الناجعة. كما اكد على ضرورة التنسيق والعمل المشترك بين جميع المؤسسات الرسمية المعنية بالبيئة ونشر ثقافة مواطنية فاعلة في العمل التطوعي البيئي والاهتمام بالمساحات الخضراء وتكريس ثقافة تربوية بيئية.