دراسات بيئية على أسس علمية عند تركيز المقرّ الجديد للمصنع اتصلت «الصباح» بخبير في البيئة وهو الأستاذ منعم القلال، مسؤول عن مخبر علوم البيئة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس ليحدثنا عن هذا المصنع وتأثيراته السلبية فقال: "تحويل الفسفاط بصفاقس بمعمل السياب له تاريخ طويل وذلك منذ سنة 1952 أي أنّه عمل على إثراء المنطقة وساهم في حركية وديناميكية المنطقة وهذا إيجابي وفي تلك الفترة كانت الأنظار متّجهة إلى التصنيع أي منذ حوالي 56 سنة، ولم يكن الجميع يفكر وقتها في التأثيرات البيئية بصفة مباشرة، ولكن عندما حصلت تراكمات من جراء الملوثات بجميع أنواعها سواء الهوائية أو المائية التي تصب في البحر أو التلوثات الصلبة كالفوسفوجيبس ترتب عنها تأثيرات سلبية على البيئة بصفة عامة، مما جعل الشريط الساحلي الجنوبي يعاني، فتجمعت العديد من المصبات الأمر جعل تلك المنطقة ملوثة بنسبة كبيرة، أمّا بالنسبة إلى انعكاس هذا التلوث على صحة المواطن فينبغي القيام بدراسات إيبيديومولوجية، فهناك العديد من الجوانب التي تؤثر على صحة المواطنين، يمكن أن تساهم تلك الملوثات بطريقة أو بأخرى، فليست هناك دراسات دقيقة في هذا السياق، لكن هناك دراسات أكّدت على أنّ هناك تأثيرا على البيئة من حيث الأشجار والحيوانات والتربة، فثمّة أشياء عديدة ظهرت بصفة جلية أي أنها تتأثر بصفة سلبية بما يحصل من تلوث، وأي تلوث له تأثير سلبي على الكائنات الحية، فمصنع السياب من أكبر المصانع الكبيرة بصفاقس فحجم التلوثات تكون بحجم المصنع . وقد تم إنجاز العديد من الدراسات الجامعية على النطاق الجهوي والوطني والدولي، وفي المخبر البيئي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس تم أيضا إعداد أطروحات وتم نشرها بخصوص ملوثات هذا المصنع ونحن دوما على اتصال مع وزارة البيئة، وهناك دراسات جديدة لتهيئة الساحل الجنوبي وقد توصلت إلى نتائج هامة، فلقد أثبتت هذه الدراسات التأثيرات السلبية للمصنع بصفة عامة من حيث الحركية والأنشطة والمظهر العام للمدينة وكذلك جودة العيش ،لذلك فإنّ قرار رئيس الدولة قرار راشد وجاء في الوقت المناسب، فثمة إمكانية بأنّ العيش سيتحسن بشكل كبير ومنح الجهة حركية كبرى بعد أن أصبحت في وقت ما تعيش ركودا وتشهد أحياء شعبية فوضوية غير منظمة، لذا فإن القرار سينقذ الموقف بعد انتظاره طويلا، فهناك رغبة في إيجاد حركية جديدة في المنطقة لتساهم بدورها في التنمية كغيرها من مناطق البلاد. وأنتهز الفرصة لأذكر بأن نقل المصنع إلى منطقة أخرى لا يعني البتة تلويث هذه المنطقة، فعند تركيزه من جديد سيقوم المتخصصون بدراسات بيئية وتأثيرات هذا المصنع على المنطقة الجديدة وعلى أسس علمية ولن يكون المصنع حذو تجمعات سكنية ولكن سيكون بعيدا عن مناطق العمران لتجنب التأثير السلبي حتى على مدى بعيد".