نظمت يوم السبت الماضي جمعية الصحفيين «فرع صفاقس» بالتعاون مع اذاعة صفاقس وبلديتها ندوة تحت عنوان «الاعلام الرياضي بين الموجود والمنشود» وقد دارت وقائع هذه الندوة بقاعة الافراح التابعة لبلدية صفاقس الكبرى. الحضور كان متميزا اذ سجلنا حضور ممثلين عن الاذاعات الجهوية (المنستير وتطاوين وقفصة وصفاقس...) الى جانب الصحفيين المختصين في التعليق الرياضي التابعين لوسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية وقد قام بتنشيط الندوة الاستاذ «عمر غويلة رئيس دائرة الرياضة بوكالة تونس افريقيا للانباء والسيد محمد الكيلاني معلق رياضي سابق والسيد عبد القادر عقير مدير اذاعة صفاقس والسيد شاكر الشملي كاهية مدير الجمعيات الرياضية بوزارة الرياضة. افتتحت الجلسة السيدة «رشيدة الغريبي رئيسة فرعة جمعية الصحفيين بصفاقس التي ألقت كلمة قيمة رحبت من خلالها بالحاضرين وخاصة أولائك الذين تحملوا مشاق السفر وتمنت النجاح لهذه الندوة التي تنعقد لاول مرة بمدينة صفاقس ثم احالت المصدح للسيد عبد المجيد شعبان لرئاسة الجلسة باعتباره الرئيس السابق لجمعية الصحفيين بصفاقس. الاعلام الرياضي وكيفية تعامله مع محيطه المهني هو عنوان المحاضرة التي ألقاها الاستاذ عمر غويلية والتي تضمنت عدة نقاط هامة اذ حضيت هذه المحاضرة القيمة بأهمية بالغة من طرف الحضور لما لها من فائدة لتطور الاعلام الرياضي في تونس وقد تعرض السيد عمر غويلة لاهمية الدور الذي يقوم به الاعلامي الرياضي ومدى تأثيره على الجمهور الرياضي واللاعبين والاندية والحكام مصرا على أن تكون العلاقة بين الاعلامي وبقية الاطراف مبنية على الاحترام والتعاون والثقة والمصداقية وعلى هذا الاساس يجب ان يكون سلوك الاعلامي الرياضي مثاليا من الجانب الاخلاقي والاجتماعي ليجلب لنفسه الاحترام. فالمعلق الرياضي او الاعلامي وضيفته تربوية وتثقيفية ونوعية ويبقى دوره بناء جسور المحبة بين الجماهير الرياضية والمساهمة في تنقية الاجواء الرياضية مع التمسك بميثاق الرياضي. وعبر الاستاذ عمر غويلة في كلمته عن أسفه الشديد لعدم احترام هذه الجوانب لدى بعض الاعلاميين خاصة خارج الملاعب والقاعات الرياضية وهو شيء مشين حسب قوله. ودعا ا لاستاذ عمر غويلة الاعلاميين لتجنب التعاليق التي تسيء لهذا النادي او ذاك مع الالتزام بروح الحياد التام ونقل المواضيع بكل موضوعية ومصداقية وذلك لفرض الاحترام. فالاعلامي مطالب بالمحافظة على شخصيته حتى لا توجه له انتقادات لاذعة او تقع اهانته من طرف اللاعب او المدرب باعتبار ان ا للاعب يتجاهل احيانا ان من صنعه هو الاعلام ولولا الاعلام لكان سرابا ولا يعرفه أحد. الاعلامي النزيه وجب عليه توخي الحياد والموضوعية وهو موفق يدعم الاعلام الرياضي. على الاعلامي التحري والابتعاد عن جانب الاثارة (رمي الكرة في شباك الغير من طرف احد المدربين مثلا لتبرير موقفه او هفواته فالمطوب من الاعلامي عدم تمكينه من هذه الفرصة). على الاعلامي استقاء اخباره اما من النوادي او الجامعات الرياضية وخاصة الاعتماد على مصادر رسمية حتى لا يفقد مصداقيته باعتبار ان هناك من يعتمد ترويج اخبار غير صحيحة لغاية في نفس يعقوب. على الاعلامي ان يكون ملما بقوانين اللعبة حتى لا يدخل في متاهات لا مخرج منها. على الاعلامي ان يلتزم بالحياد التام تجاه الحكام الذين غالبا ما يعملون في ظروف صعبة للغاية وأجواء احيانا مشحونة وتأثيرات نفسانية. المعلق الرياضي ليس مطالبا بالدفاع عن الحكم لكنه مطالب بنقل الحدث بكل موضوعية ونزاهة ومصداقية لكن مع الاسف الشديد «غابت المافيولة» في المراقبة المباشرة للحكام ومنذ زوالها تفاقمت الامور. على الاعلامي ان يربط علاقة محبة واخاء مع زميله الاعلامي في الوسائل الاعلامية الاخرى ولا ينظر اليه نظرة الخصم اللدود. الرسكلة والتكوين ضروريان للمعلق الرياضي والاعلامي الرياضي. **«أخلاقية المهنة» هو عنوان المحاضرة التي ألقاها المعلق الرياضي السابق محمد الكيلاني ومؤلف كتاب ذاكرة كرة القدم. هذا الموضوع الذي اعتبره السيد محمد الكيلاني حساسا معتبرا ان الرياضة ترتكز على اخلاقية المهنة التي تسبقها بعض الشروط: 1) التكوين ا لصحفي: أشار السيد محمد الكيلاني في حديثه على ضرورة تكوين ورسكلة الصحفي الرياضي سواء في المدارس المختصة (أكاديمية) او على الميدان وهذا يتطلب ارضية وطموحا ويبقى الامر موكولا للمؤسسة التي يشتغل بها الصحفي ومرتبطا بمستواه الحرفي ومستوى معلوماته الرياضية وتفهمه ومعرفته للرياضة ولقوانينها (حكمة ومعرفة دقيقة للرياضة). الصحافة ليست نشاطا عاديا بل مهنة صعبة وخطيرة في نفس الوقت. على الصحفي ان يسير بالتدرج وان يكون محايدا وقد تكون نقطة ضعف بعض الصحفيين عدم التزامهم الكلي بالحياد. **ما هي اخلاقيات المهنة؟ اجابة عن هذا السؤال يقول السيد محمد الكيلاني هناك ثلاثة اتجاهات او ثلاثة محاور. المهنة والالتزام بها. علاقة الصحفي مع الجمهور وبقية الاطراف الرياضية. علاقة الصحفي بزملائه. هذه العوامل الثلاثة تجرنا الى حرية التعبير التي ترافقها الامانة والحياد والموضوعية. ا لصحفي جاء لتقديم الاضافة وليس من اجل المال فالمطلوب منه الابتعاد عن التنديد والاستنكار مع احترام المهنة واحترام الجمهور الذي اصبح يفهم الكرة جيدا واحترام بقية الاطراف من حكام ولاعبين ومسؤولين وغيرهم وذلك بالترفع والمصداقية. «الاعلام الرياضي في الاذاعة» هو عنوان المحاضرة التي ألقاها مدير اذاعة صفاقس الاستاذ عبد القادر عقير الذي تحدث فيها عن دور الاعلامي الرياضي في الاذاعة وعن ا ذاعة صفاقس التي اصبحت نموذجا في هذا المجال. وقد ختمت الندوة بمحاضرة ألقاها السيد شاكر الشملي كاهية مدير الجمعيات الرياضية بوزارة الرياضة تحت عنوان استعدادات تونس لاحتضان التظاهرات الرياضية الكبرى واستراتيجية الدولة للنهوض بالرياضة. وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش الذي كان ثريا وموضوعيا. وخلاصة القول فإن الندوة كانت ناجحة على جميع المستويات فشكرا لجميع الصحفيين والى رئيسة فرع صفاقس السيدة رشيدة الغريبي على هذه البادرة التي نود ان تتكرر في عديد المناسبات.