سيطر الهدوء الحذر على الجنوب اللبناني, بينما نفت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إطلاق صواريخ كاتيوشا على قاعدة عسكرية إسرائيلية بمنطقة صفد, وذلك بعد ساعات من اشتباك على طول الحدود الجنوبية اللبنانية وصف بأنه الأعنف منذ ست سنوات. وقال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي إنه لا صحة لبيان سابق نسب إلى الحركة بشأن مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي, لكنه أكد "التمسك بخيار المقاومة وحقها في الرد على جرائم الاحتلال وعدوانه". وقد قتل عنصران من حزب الله والجبهة الشعبية-القيادة العامة في غارات إسرائيلية أعقبت القصف الصاروخي، فيما عاد الهدوء إلى الجبهة التي شهدت اشتباكات متبادلة إثر وساطة لقوات المراقبة التابعة للأمم المتحدة. في غضون ذلك قال الجيش الإسرائيلي إنه أوقف عملياته العسكرية وقصفه للجنوب اللبناني، بعد طلب من الحكومة اللبنانية تقدمت به عبر طرف ثالث. كما أكد مسؤول بحزب الله توقف المعارك. وقد أعلن متحدث باسم قوات حفظ السلام الدولية في وقت سابق التوصل إلى وقف لإطلاق النار من أجل إنهاء اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين على الجهة اللبنانية من الحدود. واندلعت الاشتباكات جنوب لبنان بعدما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية استهدفت قواعد للجبهة الشعبية بسهل البقاع شرق لبنان وبلدة الناعمة جنوببيروت, مما أسفر عن وقوع قتيل وستة جرحى في صفوف عناصر الجبهة. وقد أعلن حزب الله قصفه مقر القيادة العامة للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى، في حين قال تلفزيون المنار التابع للحزب إن مقاتلا منه قضى وجرح آخر في القصف الإسرائيلي المدفعي وسلسلة غارات استهدفت قرى رميش وعيتا وغجر. وذكر مراسل الجزيرة شمال إسرائيل أن قصف حزب الله لمواقع إسرائيلية أسفر أيضا عن جرح جندي إسرائيلي آخر. وفي مؤشر على عودة الهدوء خرج سكان القرى الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية بدءا من قرية كريات شمونة وحتى قرية نهاريا من الملاجئ، بعدما هرعوا إليه إثر تصاعد العمليات العسكرية. وفي وقت سابق توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بما وصفه برد قاس على أي هجمات تنطلق من الأراضي اللبنانية. وقال إنه يأمل أن تكون غارات طائراته التي شنت على مواقع في لبنان, كافية في هذه المرحلة. الموقف اللبناني من جانبه دعا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة إسرائيل إلى الانسحاب من مزارع شبعا. كما اتهم وزير الخارجية فوزي صلوخ إسرائيل بارتكاب "عمل حربي عدواني"، وقال الوزير الذي يشارك باجتماع لدول عدم الانحياز في كوالالمبور "عودتنا إسرائيل على العدوان بذريعة أو بغير ذريعة". ولفت صلوخ إلى أن القصف حصل فيما كان لبنان يحقق في أسباب هذا التصعيد الجديد، لا سيما فيما يتعلق بإطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل. وفي بيروت أيضا قال الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد جبريل "نحن ننسق في كل العمليات العسكرية مع حزب الله" الذي ينتشر مقاتلوه على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وكشف جبريل أن هناك إحدى عشرة قاعدة لجبهته الموالية لسوريا خارج المخيمات الفلسطينية، رافضا نزع سلاح الفلسطينيين في لبنان.