نقدم من خلال هذا العدد الجديد من العيادة النفسية حالتين سلوكيتين يتولّى شرحها الدكتور وحيد قوبعة (اخصائي نفساني). **الحالة الأولى كهل ابلغ من العمر 38 سنة تتمثل مشكلتي في قصر القامة (1.57م) ورغم أني متزوج ولي ابن عمره ثلاث سنوات ورغم اني خريج الجامعة وأعمل منذ 13 سنة في سلك الوظيفة العمومية برتبة رئيس مصلحة ورغم نجاحي في عملي وفي حياتي الزوجية فانه كلما تحدث أحد أمامي عن قصر القامة ولو بصفة عفوية أو في اطار المزاح البريء فاني احس بالنقص وأمضي أياما عسيرة حيث تسترجع ذاكرتي شريطا طويلا ومريرا من الاحداث والأشخاص الذين جرحوا احساسي منذ طفولتي والى اليوم، ومنهم فتاة تقدمت لخطبتها ورفضتني لقصر قامتي. هذه الأحداث اثرت سلبا على حياتي وجعلتني اتحاشى مقابلة الناس وامتنع عن الأكل ثم أعود بعد ذلك الى حياتي العادية لامارسها بشكل طبيعي واحس ان مشكلتي لا أساس لها في الواقع وانني انسان طبيعي. فالرجاء منكم مساعدتي على استعادة ثقتي بنفسي حتى أنعم بحياة متوازنة ومستقرة وأنسى كل تلك الاحداث نهائيا. بالاضافة الى ذلك فأنا أعاني من هاجس يتمثل في خوفي من أن يشب ابني قصيرا ويعاني ما عانيته. * ع م (حمام الانف) **الرد الأول أخي العزيز ان مقياس الرجال ليس في الطول أو القصر او في النحول أو السمنة بل في الاتزان والاندماج الاجتماعي والاستقرار العائلي والتوازن النفسي. ونشير الى أن كثير من قادة الدول والمسؤولين هم من قصار القامة (مثل نابليون بونابرت) وغيره من الشخصيات المشهورة كشارل تشابلن فهؤلاء لم يمنعهم من الابداع والتألق وتحمل المسؤوليات الجسام والتأثير على الجمهور بل أكثر من ذلك فان القصر عادة ما يقترن بالذكاء والفطنة وفي بعض الاحيان بالدهاء. فأنت ناجح ووضعك الاجتماعي والعائلي والمهني والثقافي متميز فلا داعي لهذا الاحساس بالنقص وثق بنفسك لانك انسان عادي ولا ينقصك شيئا واذا ما طال بك هذا العذاب فان العلاج النفساني لدى اخصائي في العلاج النفسي يمكن ان يخفف عنك هذا العبء. * ش م م (الرقاب) **الحالة الثانية شاب في مقتبل العمر اعاني من مرض نفسي والتجأت مؤخرا الى طبيب نفساني الذي امدّني ببعض الأدوية المخدرة فهل أن هذا العلاج مفيد لحالتي. **الرد الثاني نشير الى ان تفاعل الفرد مع العلاج النفسي يختلف من فرد الى آخر ويمكن ان يكون شخصان يشكوان من نفس المرض الا ان طريقة علاجهما تختلف وتكون استجابتهما للعلاج ليست بنفس الدرجة ويمكن ان يلتجئ الطبيب النفساني الى اعطاء بعض الادوية المخدرة لتهدئة المريض ومنعه من القيام بأعمال وسلوكات قد تلحق الضرر بالمريض نفسه أو بالمحيطين به.