انتشر أمس المقاومون العراقيون في شوارع الفلوجة استعدادا لمعارك جديدة مع القوات الأمريكية التي حاصرت المدينة وحشدت أعدادا كبيرة من الآليات وخاصة الدبابات غداة القتال الضاري في منطقة «الكرمة» وبعد الهجوم الذي استهدف امس «لواء الفلوجة» الذي يتولى مسؤولية الأمن في المدينة... وأعاد انتشار عناصر المقاومة المسلحين بالرشاشات وقاذفات الصواريخ والحصار الأمريكي الى الاذهان المعارك الشرسة التي وقعت في الفلوجة مطلع أفريل الماضي وعلى امتداد 3 أسابيع والتي انتهت بعد وساطات عديدة اثمرت اتفاقا يقضي بتشكيل قوة مؤلفة أساسا من العسكريين السابقين من أبناء الفلوجة. ومنذ التوصل الى الاتفاق في أواخر أفريل شهدت الفلوجة هدوءا شبه كامل لم تخرقه سوى بعض الهجمات المتفرقة عند أطراف المدينة وفي بعض البلدات المحيطة بها... لكن شبح المعارك التي أوقعت مئات الشهداء العراقيين وعشرات القتلى من «المارينز» ظهر مجددا أول أمس وبقوة، حين اندلع قتال عنيف في منطقة الكرمة التي لا تبعد سوى 20 كيلومترا عن الفلوجة... وأوقع القتال 11 شهيدا عراقيا (بينهم نساء وأطفال) في حين تكبدت القوات الأمريكية خسائر في العتاد واصابات غير محددة وجرح امس 4 عراقيين في اشتباك بين المقاومين وقوات الاحتلال في منطقة «النعيمية» قرب الفلوجة حريق جديد؟ وانتقل أمس التوتر الى داخل الفلوجة بعد أن احتشد عدد كبير من الآليات الأمريكية عند مدخل المدينة الشرقي. ومنعت القوات الأمريكية الخروج من الفلوجة او الدخول اليها عبر الطريق السريع شرقا أو الطريق الزراعي جنوبا. وأغلق جنود «المارينز» المنفذين الشرقي والجنوبي للمدينة بواسطة الاسلاك الشائكة والكتل الاسمنتية وفق ما قالته وكالة الأنباء الفرنسية التي أشارت الى أن عشرات الآليات الأمريكية تجمعت عند المدخل الشرقي. ونفى الجيش الأمريكي أن تكون قواته بصدد الاعداد لهجوم جديد على المدينة لكن بعض سكان المدينة أكدوا أن قوات الاحتلال طلبت من القيادات المحلية السماح لها بالدخول الى الفلوجة بشكل «سلمي» للقيام بدوريات. وفرض التحرك الميداني الأمريكي استنفارا من جانب المقاومة التي انتشر رجالها في المدينة وهم يحملون قاذفات الصواريخ والرشاشات الخفيفة والثقيلة تحسبا للاشتباك مع الأمريكيين. ومنذ العاشر من ماي الماضي لم تدخل الى المدينة أي دورية أمريكية. وفي ذلك اليوم تحديدا وبموجب الاتفاق الذي اعاد الهدوء الى المدينة وكانت قافلة عسكرية أمريكية قد عبرت الفلوجة في اطار موكب ضم ايضا وحدات من «لواء الفلوجة» ومن أجهزة الأمن المحلية الأخرى. توتر وبعد المعارك العنيفة في منطقة «الكرمة» التي اندلعت بعد مهاجمة قافلة عسكرية امريكية واصابة بعض آلياتها، كانت قوات الاحتلال قد طلبت من السكان تسليمها من تنعتهم بالمطلوبين لكن مطلبها لم يتحقق. وفتح هذا الاشتباك الباب أمام توتر أكبر في منطقة الفلوجة. وفي سياق هذا التوتر قتل أمس 12 من أفراد «لواء الفلوجة» الذي يقوده اللواء العراقي المتقاعد محمد لطيف في حين جرح 15 آخرون في هجوم بمدفعية الهاون قرب الفلوجة حسب ما أوردته وكالة رويترز التي قالت ان الجرحى نقلوا الى المستشفى. لكن شهودا تحدثوا عن هجوم بقذائف الهاون على قاعدة لقوات الدفاع المدني والجيش الجديد في منطقة الصقلاوية شمالي الفلوجة. وتحدثت مصادر طبية عن اصابة 9 من أفراد قوات الأمن في هذا الهجوم.