اعتبر المستشار الامريكي السابق لشؤون مكافحة الارهاب ريتشارد كلارك انه كان من المعقول لو غزت الولاياتالمتحدةايران وليس العراق وذلك لتوفر مبررات اكثر للغزو بينما صرّح الممثل السابق لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران قد تعرض نفسها للخطر اذ كان بحوزتها اسلحة نووية. وقال ريتشارد كلارك الذي اتهم إدارة الرئىس الامريكي جورج بوش بأنها قصّرت في التصدي للارهاب وتبديد الطاقات بمهاجمتها العراق ان مجرد امتلاك اسلحة دمار شامل لا يبرر غزو بلد ما. وكان امتلاك اسلحة الدمار الشامل الذريعة التي استندت اليها إدارة بوش لشن الحرب على العراق على انه لم يثبت حتى الآن ان العراق كان يمتلك فعلا تلك الاسلحة. وأضاف كلارك الذي عمل مستشارا لثلاثة رؤساء امريكيين وفي اربع إدارات امريكية «اذا نظرنا الى حالة ايران فإن برنامجها النووي اكثر تطوّرا مما كان عليه البرنامج العراقي» مشيرا الى انه كانت ستكون هناك ارضية اقوى لأي يتم غزو ايران». وتعتقد الولاياتالمتحدة ان البرنامج النووي الايراني هو مجرد واجهة لتطوير اسلحة نووية وتنفي ايران ذلك. وكتب كلارك في احدى مذكراته ان الرئىس الامريكي السابق بيل كلينتون كان على وشك شن حرب على ايران بسبب ما تقول واشنطن انه دعم منها للارهاب ضد الولاياتالمتحدة. وقال كلارك ان كلينتون اختار عدم مواجهة ايران لكنه امر بعملية مخابراتية يبدو انها افلحت. وأضاف المستشار الامريكي السابق انه في اعقاب العملية المخابراتية وربما بسببها وبسبب جدية التهديدات الامريكية اوقفت ايران الارهاب ضد الولاياتالمتحدة وتم تفادي الحرب مع ايران. وأعرب مسؤول ايراني من جانبه عن اعتقاده في ان السلاح النووي قد يعرض طهران للخطر بمواجهة الترسانة الامريكية والاسرائىلية. وصرّح الممثل الايراني السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي بأن ايران ستكون معرضة لتهديد اكبر اذا امتلكت اسلحة ذرية لأنها لن تتمكن من منافسة الترسانة النووية الاسرائىلية والامريكية. وقال صالحي في تصريحات نشرتها صحيفة «ايران ديلي» اليومية الايرانية امس انه اذا ما كان لدينا سلاح نووي فلن يكون افضل من الاسلحة الروسية ولن يكون في وسعنا منافسة الاسلحة النووية الاسرائىلية والامريكية. وحسب صالحي فإن ايران لن تكسب هيبة بامتلاكها اسلحة نووية بل انها لن تغنم سوى التهديد دون ضمان امنها. وقال المسؤول الايراني ان بلادي ليست لديها اية مشكلة مع الهند وباكستان اللتان تمتلكان القنبلة الذرية. وقد تزامن انتهاء مهام صالحي نهاية 2003 مع الكشف عن تطوّر البرنامج النووي الايراني والضغوط المتزايدة من المجتمع الدولي. وتؤكد ايران ان برنامجها محض مدني بينما تتهمها الولاياتالمتحدة واسرائىل بإعداد السلاح النووي سرا. وأكد صالحي ان «السيطرة على التكنولوجيا النووية قضية اعتزاز وطني. وأضاف صالحي: خذوا مثال سويسرا بسكانها الستة ملايين وبعلومها وتكنولوجيتها فهل يمكن مقارنتها ببلد آخر لا يكاد يوفر لشعبه الغذاء لكنه يتباهى بامتلاك السلاح النووي. وقد انتقدت المانيا وبريطانيا وفرنسا بشدة ايران بسبب انشطتها النووية في مشروع القرار الذي سيصدر عن الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق ما ذكرته مصادر ديبلوماسية غربية امس.